قد يتبادل الرئيسان الامريكي والروسي الاطراء في اول قمة تجمعهما اليوم الإثنين في هلسنكي، لكنهما يبقيان على طرفي نقيض في ملفات عدة أبرزها سوريا والوجود الإيراني فيها، إلى جانب اوكرانيا وقضية التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الامريكية.وبعد حرب دامت 7 أعوام، في سوريا، بات تقويض النفوذ الإيراني هناك هدفا استراتيجيا للولايات المتحدة، فيما يرى مسؤولون أمريكيون وروس أن النقاشات ستتركز حول الحد من تمدد ميليشيات يدعمها الحرس الثوري.وعملت إيران وميليشياتها، التي يصل قوامها إلى 80 ألف مقاتل، على بناء قاعدة كبيرة لها تمتد من حدود العراق مرورا بالأراضي السورية ووصولا إلى لبنان، لترجح كفة الأسد في معاركه مع المعارضة وتساعده في ارتكاب مجازر بحق السوريين وصلت إلى توجيه ضربات كيماوية، ما دعا واشنطن ولندن وباريس الى توجيه ضربات على قواعد ومطارات انطلق منها الهجوم على إدلب ودوما وحلب وخان شيخون، لتصبح تلك الجرائم المدعومة بنفوذ الملالي محل اهتمام وتركيز أمريكي منذ ذلك الوقت، وهو ما أكده مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، خلال لقاء مع شبكة «سي بي إس» هذا الشهر، بقوله: إن إيران هي «القضية الاستراتيجية» وليس الأسد. ويأتي كل هذا مع مواصلة النظام في عملياته العسكرية ضد المدنيين، لتقصف طائراته بمساعدة روسية، أمس، بلدة مسحرة التي تسيطر عليها المعارضة في محافظة القنيطرة في أول هجوم من نوعه منذ عام.ثم تستمر جرائم الأسد وحلفائه الإيرانيين والروس، في انتهاج تغيير ديموغرافي يهدف إلى اخلاء المدن والبلدات من سكانها، لتوطين أجانب يدينون بالولاء الطائفي لـ«ولاية الفقيه»، وما حدث في دمشق وحلب وبلداتهما والان في درعا ليس ببعيد.ويبقى امر آخر، ربما يجعل قمة «هلسنكي» أصعب بكثير، وذلك بعيد اتهام هيئة محلفين أمريكية الجمعة، 12 من ضباط وكالة المخابرات العسكرية الروسية (جي.آر.يو) بمراقبة أجهزة كمبيوتر سرا وسرقة بيانات من حملة مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، التي كانت تنافس ترامب في انتخابات 2016.
مشاركة :