عندما تهجمت إحدى الفتيات على النجم ماجد المهندس في حفله بمهرجان سوق عكاظ عادت بنا الذاكرة إلى حفلات لتامر حسني وعمرو دياب وحتى جاستن بيبر وهم يتعرضون لمواقف مرعبة مشاهدة قد تصل حد التعدي أو الإغماء، تنتهي جميعها بتدخل رجال الأمن وإنزال هذا المهووس إلى مكانه بين صفوف الجماهير أو طرده في حال كان تصرفه مبالغاً به. في المملكة الأمر يختلف، معجبة تجري ناحية المسرح، تنقض لثوان على فنانها المفضل في تصرف "غبي" ستواجه بعده عقوبات فعلتها والتي قد تنتهي بالسجن والجلد والغرامة أيضاً. هذه الفئة من الحضور، والتي تفضل أن يكون لوجودها معنى وبصمة، هي التي تسمعها تصرخ بجنون في المدرجات دون أن تفهم لماذا؟، فتُفقدك لذة الاستمتاع بنجومك وهم يغنون ليطربوك، وهي نفسها التي تردد كلمة "أحبك" بأعلى صوتها طوال الوقت كلما صمتت الموسيقى، وهي التي قد تبالغ في ذلك لدرجة تجعلها تصعد على المسرح لترتكب أي فعل أحمق دون أن تفكر في العواقب، والتي غالباً ما تكون اجتماعية وليس شخصية فقط. التعامل بمسؤولية مع الاحتفالات المفتوحة ليست ثقافة نحتاج المزيد من الوقت حتى نتعلمها جيداً ونطبقها، بل هي امتداد لما يحدث معنا في المنزل، إن كانت هناك "قيم" تقود كل تصرف، فنفس تلك القيم ستقود سلوكنا بالأماكن العامة، لكن ما يحدث اليوم أن ما يتحكم بسلوكيات فئة كبيرة من الشباب والمراهقين هي "السوشال ميديا" وليست القيم التي تربوا عليها في المنزل، وللأسف فـ "السوشال ميديا" لا تقودها أي قيم ولذلك فمن أصابه جنون هذه التطبيقات سيفعل أي شيء لكي يشتهر، حتى وإن كانت العواقب وخيمة، وهو نفس ما حدث في الطائف من قبل المعجبة التي انقضت على ماجد المهندس، تماماً كما حدث قبلها بأيام مع إحدى شهيرات تطبيقات التواصل والتي استعرضت تفاصيل علاقتها بزوجها على حسابها في "سناب شات"!. فوضى تطبيقات التواصل، وجنون البعض بها والهوس بالشهرة، هو ما جعل تلك الفتاة تفعل فعلتها وتعود بثقة إلى نفس مقعدها بين صفوف الجماهير بدلاً من المغادرة على الفور تجنباً لأي مساءلة، وهو ما جعل تلك الزوجة تلتقط صورة زوجها وتنشرها على الملأ بعد ليلة من الاستعراض المبتذل. وبرغم أنه لا يمكننا الجزم أن ما فعلته الفتاة في حفل ماجد المهندس بالطائف، أو تلك السيدة مع زوجها في أحد تطبيقات التواصل لن يتكرر من قبل أي شخص آخر، إلا أننا نستطيع الجزم أن مثل هذه التصرفات سوف تبدأ بالاختفاء عندما تتم محاسبة مثل هؤلاء المتهورين علناً وعلى مرأى ومسمع الجميع، حتى يتعلم المهووسون بالشهرة كيف يفكرون ملياً قبل القيام بأي تصرف أحمق قد يتسبب في بلبلة "المجتمع بأكمله يرفضها وفي غنى عنها" لأيام وأيام!.
مشاركة :