أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، أن مملكة البحرين تمتلك تجربة ثرية في مضمار التنمية بشتى أبعادها مما جعلها تواكب حركة التطور العالمي في مجال التنمية المستدامة.وقال سموه أن البحرين كانت سباقة في هذا المجال عبر استراتيجيات تنموية وبرامج حكومية وذلك قبل أن يتم بدء الحراك الدولي في مجال التنمية المستدامة. واشار سموه إلى أن مملكة البحرين بتقديم تقريرها الوطني الطوعي الأول إلى المنتدى السياسي رفيع المستوى، تؤكد على الدور الفاعل الذي لعبته بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله، على المستويات الاقليمية والدولية في صياغة وتحقيق هذا الهدف. جاء ذلك في كلمة لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء تصدرت التقرير الوطني الطوعي الأول لمملكة البحرين حول تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030، والذي استعرضه المملكة اليوم الاثنين في المنتدى السياسي رفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة الذي يعقد تحت رعاية المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة في نيويورك. وشدد سموه في هذا الصدد إلى أن مملكة البحرين حققت بنجاح الأهداف الانمائية للألفية قبل حلول موعدها في عام 2015، وأنها تعد اليوم نموذجًا يحظى بتقدير أممي في القدرة على حشد وتوجيه الامكانات والموارد المتاحة بالشكل الأمثل من أجل تحقيق تطلعات مواطنيها بحيث لا يستثنى أو يتخلف أحد منهم عن ركب التنمية. وقال سموه: «إن مملكة البحرين كانت رائدة في توفير التعليم المجاني والقضاء على الأمية وتمكين المرأة وتكافؤ الفرص بين الجنسين، مرورًا إلى توسعة نطاق الضمان الاجتماعي ومحو الفقر ورفع مستوى الرعاية الصحية ورفع العمر المتوقع للحياة، وغيرها من المبادرات التي ضمنها الدستور والسياسات العامة للجميع دون تمييز». وأضاف صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن برامج عمل الحكومة المتتالية شملت الجميع ووازنت بين كافة النواحي الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في الحاضر والمستقبل. وأكد سموه أن مملكة البحرين جعلت رفع مستوى معيشة المواطن غاية في حد ذاتها بوصفه المحور الرئيسي لجميع خطط وبرامج التنمية بمختلف أبعادها، وهو الأمر ذاته الذي تضعه أجندة التنمية المستدامة ضمن أولوياتها. وأضاف سموه أن هذه المبادرات في مجملها تجسد اليوم تحديًا عالميًا تضطلع منظمة الأمم المتحدة بدور بارز في إمضائه ضمن جهودها لتعزيز السلام والتعاون بين الدول لخير الانسانية وحماية الشعوب. وقال سموه:» إن هذا النجاح أعطى زخما كبيرا لجهود مملكة البحرين في تبني أهداف التنمية المستدامة 2030 وموائمتها مع برنامج عمل الحكومة (2015-2018)، ولذلك فإننا نؤكد على مواصلة الحكومة لجهودها في تنفيذ هذه الأهداف بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية». وأكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن هذا المنتدى الدولي يعد فرصة سانحة لمملكة البحرين لتسليط الضوء على ما حققته من إنجازات وقصص نجاح من جهة، وما تواجهه من تحديات من جهة أخرى، كما أنه فرصة أخرى للمملكة للمساهمة في دعم جهود المجتمع الدولي لتحقيق الأهداف وتعزيز الأمن والسلم الدوليين. ونوه سموه إلى أن مملكة البحرين حريصة على مشاركة دول العالم هذه التحديات، جنبًا إلى جنب مع التجارب والخبرات الناجحة بهدف بحث سبل التعاون والعمل المشترك على تذليلها. وقال سموه في ختام كلمته: أن البحرين استطاعت على مر السنين أن تبنى حضارة تمتد جذورها إلى ما يزيد على 3000 سنة، وأنها تمضي الآن بسواعد أبناءها وقاطنيها دون تمييز لمواصلة العمل والبناء والتنمية لتحقيق تطلعات حكومتها ورؤيتها الاقتصادية 2030 وآمال شعبها في الرفاه والازدهار، مؤكدا سموه البحرين هي أرض الحضارات ومفترق طرق تجارة العالم القديم، وقد حباها الله بشعب منفتح اجتماعيًا وفكريًا ومتقبل للأخر، مما جعلها تقف اليوم شامخةً كمملكة عصرية حديثة».
مشاركة :