قتل تسعة مسلحين في قصف استهدف، أول من أمس، موقعاً عسكرياً شمالي سوريا، واتهمت دمشق إسرائيل بتنفيذه. وقال رامي عبدالرحمن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن بين القتلى ستة سوريين، من دون أن يتمكن من تحديد جنسيات القتلى الآخرين. وأشار إلى أن «الصواريخ الإسرائيلية استهدفت مركزاً للحرس الثوري الإيراني قرب مطار النيرب العسكري» في ريف حلب الشرقي، لافتا إلى أن المركز المستهدف يُستخدم في تأمين الدعم اللوجستي لجبهات القتال من مواد غذائية وآليات، ولا توجد فيه مستودعات أسلحة. وكان الإعلام الرسمي السوري نقل عن مصدر عسكري أن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت «أحد مواقعنا العسكرية، واقتصرت الأضرار على الماديات». ولم يرد رد فعل على الضربة في وسائل الإعلام الإيرانية. من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان سابقا إنه ليس لديه علم بالواقعة، ولكنه أضاف أن سياسة إسرائيل حيال إيران في سوريا لم تتغير. وأردف: «لن نسمح بترسيخ وجود إيران في سوريا، ولن نسمح بأن تتحول سوريا لنقطة انطلاق ضد دولة إسرائيل. نتصرف وفقا لمصالحنا الأمنية». وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في يونيو الماضي، دمشق، قائلاً: «على سوريا ان تفهم أن إسرائيل لن تسمح بتمركز عسكري إيراني في سوريا ضد إسرائيل. ولن تقتصر تبعات ذلك على القوات الايرانية بل على نظام الأسد أيضا». واعتادت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عدم التصريح عن الضربات العسكرية التي تنفذها في سوريا خلال السنوات الماضية، وتكتفي وسائل الإعلام بنقل الخبر عن وسائل الإعلام العربية. تشييع قتلى وهذه المرة الثالثة التي تستهدف فيها إسرائيل مواقع عسكرية في سوريا خلال الشهر الجاري، إذ كانت دمشق اتهمتها في الثامن من الشهر الجاري بقصف مطار التيفور العسكري وسط البلاد، وتكرر الأمر في 12 الجاري، وأعلنت إسرائيل وقتها أنها ضربت ثلاثة مواقع عسكرية جنوبي سوريا. وشيعت بلدة نبّل في ريف حلب الشمالي، التي تسيطر عليها ميليشيات تابعة لإيران، عناصر قتلوا جراء القصف. وعرضت شبكات تغطي أخبار البلدة صورا لتشييع كل من يوسف عباس غزال وجعفر حسين محي الدين، وقالت إنهما قتلا بالقصف الإسرائيلي، إلى جانب العنصرين سامر الحائك وفراس أحمد العموري. ويندرج عدد كبير من شبان بلدتَي نبّل والزهراء، في اللجان الشعبية ومجموعات «الدفاع الوطني» التي تقاتل إلى جانب قوات النظام، خاصة إلى جانب الميليشيات اللبنانية والإيرانية والأفغانية. ويقع مطار النيرب قرب مطار حلب الدولي، واتخذه النظام السوري في وقت سابق مركزا لانطلاق الطائرات المروحية التي قصفت أحياء حلب وريفها بالبراميل المتفجرة. ويعد المطار مركزا لاستقبال جميع الميليشيات الطائفية التي تقاتل مع النظام، وكان آخرها زيارة زعيم حركة النجباء العراقية أكرم الكعبي لقواته في مدينة حلب. معركة الحارة في غضون ذلك، أعلن التلفزيون السوري أن قوات النظام سيطرت على تل الحارة الاستراتيجي في ريف درعا الشمالي الغربي، وهو تل مطل على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. وأضاف أن الجيش سيطر على التل، في ثاني يوم من هجوم كبير للسيطرة على المناطق المتبقية في جنوب غربي سوريا، وهي مناطق قريبة من الحدود مع إسرائيل. ورفض مقاتلون من «هيئة تحرير الشام» في المنطقة الاتفاق، وخاضوا معارك عنيفة ضد قوات النظام في تل الحارة، الذي استهدفه قصف جوي سوري وروسي عنيف. وتمكنت قوات النظام من السيطرة على التل لفترة وجيزة، أمس، قبل الانسحاب منه، بعد أن فقدت 12 من مقاتليها في كمين نصبه مقاتلو «الهيئة». وقال عبدالرحمن إن «قوات النظام سيطرت على بلدات الحارة وسملين وزمرين» بعد موافقة الفصائل المعارضة فيها على الاتفاق الذي ينص على دخول مؤسسات الدولة وتسليم المقاتلين سلاحهم الثقيل والمتوسط. وسيطرت قوات النظام أيضاً على بلدة الطيحة، ولكن إثر معارك مع مقاتلين معارضين رافضين للتسوية. وبعد استعادتها الجزء الأكبر من محافظة درعا، تشن قوات النظام، منذ الأحد، حملة قصف عنيف على مواقع سيطرة الفصائل المعارضة في محافظة القنيطرة. إلى ذلك، وصلت إلى محافظة حماة أول قافلة حافلات تضم معارضين للنظام من درعا البلد، ممن اضطروا للنزوح، بعد رفضهم المصالحة، وتم إجلاؤهم بموجب اتفاق وقف النار الذي توصلت إليه المعارضة مع روسيا 6 الجاري. وضمت القافلة 15 حافلة، على متنها 700 شخص، حيث قررت مجموعة منهم البقاء في حماة، والبقية توجهوا إلى مخيمات اللجوء في محافظتَي حلب وإدلب شمالي سوريا. ويرافق القافلة 3 حافلات فارغة، وسيارات إسعاف، تحسبا للحالات الطارئة. ومن المنتظر أن يتم إجلاء 7 آلاف شخص من درعا. (أ ف ب، رويترز، الأناضول، الجزيرة. نت) أميركا تبحث وحلفاؤها إجلاء «الخوذ البيضاء» ناقشت الولايات المتحدة مع حلفائها إجلاء ألف عنصر من الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) من سوريا إلى دول أوروبية. ووفق شبكة سي إن إن الأميركية، فإن الرئيس دونالد ترامب بحث المسألة في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل، الأسبوع الماضي. ونقلت الشبكة عن مصدر دبلوماسي مطلع، أمس، أن أميركا تخطط لعملية إجلاء العناصر وإعادة توطينهم في دول، منها كندا وأميركا، في حين قال مصدران آخران إنه من المتوقع أن تقوم ألمانيا بتوطين بعض العناصر. ويأتي التحرك الأميركي عقب الإفراج عن 6.6 ملايين دولار لمصلحة «الخوذ البيضاء» من قبل إدارة ترامب، في يونيو الماضي، بعد تجميدها. ورأت الخارجية الأميركية حينها أن عناصر «الخوذ البيضاء» لديهم أخطر الوظائف في العالم، وما زالوا مستهدفين عن عمد من قبل النظام السوري وروسيا. وتأسست «الخوذ البيضاء» أواخر عام 2012 ومطلع عام 2013، ووصل عدد المتطوعين إلى 3470 عنصرا، منتشرين في جميع الأراضي السورية، وتمكنوا من إنقاذ الآلاف من المدنيين.
مشاركة :