الشارقة – تتواصل في مركز ناشئة خورفكان فعاليات ورشة “الارتجال ومسرحة القصص والحكايات الشعبية”، التي يقدّمها المخرج والممثل المسرحي السوري هامي بكار، لمنتسبي مراكز ناشئة الشارقة في المنطقة الشرقية، ضمن برنامج الفنون المسرحية الذي تنظمه ناشئة الشارقة التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين للعام الجاري 2018، في إطار خطتها الطموحة لتعزيز مهارات أبنائها في مختلف ألوان الفنون المسرحية بمستوياتها المتقدمة. وتهدف الورشة إلى تطوير قدرات الناشئة في الارتجال، إضافة إلى إحياء التراث الشعبي الإماراتي الأصيل وربط الأبناء بتراث الأجداد وماضيهم العريق من خلال محور مسرحة القصص والحكايات الشعبية. وتتمثل المرحلة الثانية للورشة في تدريب الناشئة على كيفية الانتقال من الحياة الواقعية إلى الحياة المسرحية بشكل تدريجي من خلال تمارين الخيال والعصف الذهني. ويقول الفنان هامي بكار “انطلقنا من لحظات البوح واتخذناها كخطوة أولية للدخول في تفاصيل النص المسرحي الذي نستعد له حاليا كنتاج للورشة بكل تفاصيلها، وتم التركيز خلال تدريب الناشئة على تقنيات التأليف، وبناء النص المسرحي المرتجل غير المكتوب، إضافة إلى إكسابهم مهارات الاحتفاظ بالفكرة والسيناريو والحوار في أذهانهم من دون تدوينهم، كما تم التركيز على تطوير أدوات الناشئ الممثل ومستوى أدائه”. وأضاف بكار “يعاني البعض من الشباب المشاركين في الورشة من الرهبة والخجل والخوف من مواجهة الجمهور، فحاولنا من خلال التدريب وتمارين الثقة بالنفس، مساعدتهم في كسر الجدار الرابع الوهمي الذي يرسمه الممثل لنفسه كي لا يكون عائقا بينه وبين خشبة المسرح، والانطلاق نحو التعبير التفاعلي مع الجمهور”. واشتملت الورشة على تعليم الناشئة أساسيات الديكور والسينوغرافيا المسرحية، ومهارات التعامل مع الفضاء المسرحي، إضافة إلى اختيار الموسيقى وكيفية التعبير من خلالها عن المشاهد المسرحية، فضلا عن فنون الإضاءة والبؤر والأماكن المهمة التي يجب التركيز عليها خلال العمل المسرحي، ويضيف المخرج السوري “حاولنا خلال التدريب الابتعاد عن الشكل الكلاسيكي، مع التركيز على الشكل الواقعي الذي يتم من خلاله المزج بين المعقول واللامعقول أي المسرح التوثيقي”. ويقول الفاتح حميدة المشرف على البرامج المسرحية في مراكز ناشئة الشارقة بالمنطقة الشرقية “نسعى في ناشئة الشارقة من خلال هذه الورشة وخصوصا ما يتعلق بمحور مسرحة القصص والحكايات الشعبية إلى تأصيل المسرح وفنونه المختلفة في نفوس النشء في إمارة الشارقة، لأن المسرح نشأ في الأصل من رحم الأسطورة والحكايات الشعبية التي تعبر من خلال الخيال الجمعي عن الحياة الاجتماعية العامة للمجتمع الإماراتي منذ القدم، وعادات وتقاليد الآباء والأجداد، بالشكل الذي من شأنه تأصيل قيم المواطنة وتعميق مفاهيم الولاء والانتماء إلى الوطن في نفوس الناشئة”. ومن خلال السياق الدرامي للعمل المسرحي الذي يتدرب عليه النشء حاليا في المرحلة الأخيرة من الورشة يتم استحضار الماضي من قصة شعبية بعنوان “ذكاء خارق”، من كتاب حكايات شعبية من المنطقة الشرقية؛ جمع وإعداد منيرة عبدالله الحميدي، إضافة إلى مواكبة الحضارة والتقدّم دون التخلي عن أصالة الماضي وعراقته. ويقول الناشئ طحنون عبيد “تعلمت من خلال الورشة كيفية عمل الديكور ومهارات تنفيذ الإضاءة المسرحية، كما تعلمت كيف أعبر عمّا بداخلي من دون ارتباك أو خوف من الجمهور، وليس من خلال ورق مكتوب، وإنما عبر التخيل والتفكير والارتجال كي أتمكن من أداء المشهد الذي أقوم بتمثيله”.
مشاركة :