فرقة «الرانجو» المصرية تحافظ على التراث الأفريقي و «موسيقى اللون»

  • 12/15/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تعد فرقة «الرانجو» مثالاً للوجود الأفريقي الثقافي في مصر. تقدم الفرقة الموسيقى بألحان أفريقية، ما يعتبره البعض جسراً للتواصل بين مصر والقارة السمراء. أسس الفرقة عام 1996 الباحث الموسيقي زكريا إبراهيم، بالتعاون مع آخر عازفي «الرانجو» الأحياء في مصر حسن برجمون (أو السنجا). وتستخدم الفرقة الكثير من التيمات الغنائية التي يتغير فيها اللحن، وتساعد في شكل أساسي على الرقص. ومن أشهر أغاني الفرقة «يا ست يا سودانية» و «هيا هيا»، و «هوليلا». ويقول إبراهيم إن فرقة «الرانجو» تستخدم آلات ذات أصول أفريقية، أهمها الآلة الرئيسية (الرانجو)، وهي تشبه آلة الأكسيلفون إلى حد كبير، لكنها تعتمد في إخراج الصوت على صندوق عبارة عن قرع سوداني من أطوال مختلفة موجود أسفل كل قطعة خشبية، ويدق عليها كلها بمضارب أو «زخم». وتستخدم الفرقة آلات الكيريا والبونجز والتوزة والشخاشيخ والطومبانة والجيمبي، وهي كلها آلات أفريقية تراثية موجودة في مصر منذ القدم. ويلفت إبراهيم إلى أن الفرقة قامت بجولات عالمية، في نيوزيلندا وأستراليا والسويد وبريطانيا والدنمارك، كما عرضت «الرانجو» في مسارح مصرية كثيرة، أهمها المسرح المكشوف في الأوبرا، وبيت الهراوي ومسرح الضمة وجيزويت الإسكندرية وساقية الصاوي ولوباشا في شرم الشيخ. ويوضح إبراهيم أن التراث الذي تقدمه الفرقة، وهو «موسيقى اللون» (أي المصريين من أصل أفريقي) كان اندثر فعلاً. «لذلك، فإن إنشاء الفرقة لم يكن عملية إحياء تراث محتضر، بمقدار ما هو بعث لتراث منقرض»، وهو تحديداً ما قالته مؤسسة «فورد» الأميركية في تقريرها الذي وافقت فيه على دعم إنشاء الفرقة، والبحث عن آلاتها المنقرضة، بخاصة آلة «الرانجو» التي لا يوجد منها سوى قطعتين فقط في مصر. ويشير زكريا إلى أن التلفزيون المصري تنبه أخيراً إلى القيمة الثقافية التي تقدمها الفرقة وتحافظ عليها، لذلك أنتج عنها فيلماً تسجيلياً في عنوان «رانجو طرح البحر»، وهو من إخراج عرب لطفي وسيناريو زكريا إبراهيم. ويتحدث الفيلم عن نشأة عازف «الرانجو» الوحيد في مصر (حسن برجمون) وكيف تعلم العزف على الآلة، ومن هم أساتذته ولماذا لا تعرف «الرانجو»، إلا في أحياء ذوي البشرة السمراء. وتضم الفرقة نخبة من أهم الموسيقيين الراقصين والفنانين الشعبيين ذوي البشرة السمراء في مصر، وعلى رأسهم جامع عبدالرسول ومصطفى زين وحسام فيكا وياسر بونجز وممدوح طومبانة وخليل جاكسون وعصام توتو، إلى جانب برجمون، العازف الرئيس في الفرقة. وللفرقة ألبوم عالمي بعنوان «عروس الزار» أنتج في 2010 بالتعاون بين المنتج الإنكليزي مايكل وايت وود، صاحب شركة 30IPS، و»مركز المصطبة للموسيقى الشعبية المصرية». ويوضح برجمون أن «الرانجو» في الأساس آلة طقسية كانت تستخدم في الزار السوداني، ولكنها سعت أيضاً إلى النزوع نحو الاحتفالية إذ كانت تستخدم في حفلات الزواج، وكذلك في ما يعرف بـ»فك الحزن» في يوم الأربعين للمتوفى، إيذاناً بانتهاء فترة الحداد. وبعد 18 سنة من تأسيس الفرقة وبعد جولاتها العالمية، أمكن المصريين أن يستمتعوا بمعاودة الرقص على الدقات السحرية لآلة «الرانجو» وفرقتها. وخلافاً لكل ما أكده الكثير من الباحثين منذ نحو 20 سنة، فإن «الرانجو» لم ينقرض، وبخاصة في أحيائه الأصلية، وهي عرايشية العبيد في الإسماعيلية والإمام الشافعي وعين شمس في القاهرة. ومازال في إمكان جماهير القاهرة العاشقة للفن الشعبي الاستمتاع برقصات الريشن الأفريقية التي يؤديها راقص «الرانجو» الأشهر عصام توتو. ويختتم إبراهيم قائلاً: «للأسف لا يوجد جيل ثانٍ لفرقة الرانجو، لكن هناك محاولات فردية من الفنانين حسام فيكا وممدوح وهب لمحاولة تعلم العزف على الآلة، وحتى لا ينقرض هذا الفن الأفريقي الموجود في مصر».

مشاركة :