فرقة «مزاهر» تحافظ على التراث المصري

  • 6/6/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

خطوات محسوبة تدق الأرض دقاً، أجساد تتمايل يميناً ويساراً. حركات متواترة للذراعين صعوداً ونزولاً، يرافقها تصفيق إيقاعي، ودقات صناجات نحاسية حادة تتعالى وسط الحركة الدائرية الموحدة للمتمايلين والراقصين. يزداد التفاعل ويتعالى التصفيق وتتسع دائرة المشاركين بانضمام كثير من الحاضرين ودورانهم مع الدائرين وتمايلهم مع المتمايلين وتفاعلهم مع الموسيقى الصاخبة والإيقاعات المتنافرة المتلاحقة والدقات العنيفة في الحفلة الخاصة التي أقامتها فرقة «مزاهر» للفنون التراثية، وغنت فيها أغاني الزار سودانية، حبشية، ونوبية وسط حضور كثيف من مصريين وأجانب. تتكون الفرقة من 10 أفراد منهم مديحة أم سامح (63 سنة) وهي كودية الزار - العضو الأساس في الفريق، وأربع سيدات وستة رجال ينقسمون بين منشدين وعازفين ومساعدين. نشأت أم سامح وهي امرأة بسيطة من أصول صعيدية وسودانية، على فن الزار السماعي منذ نعومة أظفارها. تقول: «أعمل كودية زار منذ كان عمري 11 سنة، وعائلتي كانت تمارس هذا الفن من قديم الزمن ومن جدود الجدود. وقد جاءنا هذا الفن من الحبشة». عن علاقتها بالفرقة تقول: «التقيت بأعضاء فريقي في المركز المصري للثقافة والفنون وعرضوا علينا تقديم عروض للأجانب ونجحنا كثيراً. وبعد أن كان عملنا محصوراً بالأحياء الشعبية، طُلبنا إلى الكثير من المهرجانات والأيام الثقافية في الخارج، وسافرنا الى بلجيكا وهولندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وسويسرا وإسبانيا، وعدنا أخيراً من السويد والدنمارك». وتشير الى أن ما تقدمه هو «حماية التراث الشعبي المصري من الانقراض، والتسويق لهذا التراث خارجياً وداخلياً، ليكون نافذة للجذب السياحي، خصوصاً أن السياح الأجانب شغوفون بهذا النوع من الفن الذي قارب على الاندثار». وتوضح كودية فرقة مزاهر أن الزار من الأشكال الموسيقية التراثية القليلة التي تحتل فيها المرأة دوراً أساسياً، لافتة إلى أن أهميته تعود إلى كونه من الفنون التي عاشت بعيداً من عمليات التأثير والتأثر، نظراً الى محاصرة المجتمع والدولة له، فاحتفظ بقوامه وأصوله القديمة. يستخدم القائمون على الزار آلات الناي، الطبلة، الدف، الرق، الصناجات، المزمار. وعن طقوس الزار القديمة تقول أم سامح إن «حفلة الزار كانت تقام لدفع البلاء والاستشفاء والإنجاب، وكنا ندق الزار للمريدين من الريفيين وغيرهم الذين يعتقدون أن موسيقى الزار قادرة على مداواة الألم والعلاج النفسي». وتضيف: «لكل غرض رقصات خاصة، وأغانٍ وتواشيح تصاحبها دقات معينة. وكان هناك ملابس معينة للزار عليها طلاسم ونقوش، ونحن نكتفي بالحفلة التي نقدمها بالموسيقى والرقص والبخور، فنقوم بالدوران بشكل متواتر لإفناء الجسد لتسمو وتعلو روح الموجودين عندما يشاركوننا الحالة الروحية التي نبعثها في المكان». وينقسم الزار الى ثلاثة أنواع هي: الزار المصري أو الصعيدي، زار أبو الغيط، والزار السوداني أو الإفريقي. مصرمنوعات

مشاركة :