7 يوليو الجارى، يوم لن ينساه العالم، اجتمع فيه كل رؤساء كنائس الشرق الأوسط مع قداسة البابا فرنسيس بمدينة بارى الإيطالية. حدث تاريخى وفريد، يفوق كل التوقعات، بدعوة من قداسة البابا من أجل الصلاة للسلام بالشرق الأوسط. وبالفعل رؤساء كنائس الشرق الأوسط وعشرات الآلاف من المؤمنين تجمعوا عند شاطئ مدينة «بارى»، والكل يشارك فى هذا المشهد. افتتح البابا الصلاة، وفى كلمته بعد الترحاب بكل المشاركين قال: «سادت فى السنوات الأخيرة منطقة الشرق الأوسط حروب، وظلم وعنف، هجرة إجبارية، وأمام كل هذا صمت من الكثير.. أصبح الشرق الأوسط مهدد بهجرة المسيحيين منه، ولكن إذا افتقر الشرق الأوسط من المسيحيين لن يصبح شرقا أوسط، ستتغير طبيعته.... أمام صرخة هذه الشعوب لا يمكننا أن نرد كما رد قائيين: هل أنا حارس لأخي؟ فلنعط إذًا صوتًا لمن ليس لهم صوت، لمن يبتلع دموعه ويبكى اليوم، نعم الشرق الأوسط يبكى ويتألم ويبتلع دموعه، وآخرين يسودونه لأجل السلطة والغنى.. فلنصل معا ليرسل الرب المعزى تعزيته لقلوب المتألمين والجرحي..».البابا يعلن مع كل رؤساء الكنائس عن قلقهم للظروف العصيبة التى تعيشها شعوب الشرق الأوسط.. هل مات الرجاء؟ هل صمت الأمل؟ لا. لنكن صوتا لمن ليس له صوت، لآلام شعوب. كيف لنا أن نقول: هل أنا حارس لأخى؟ كما قالها قائيين بعد قتله لأخيه. فالواقع يقول: إما أن تكون حارسًا لأخيك أو قاتلا له، صمت الشعوب وصمت العديد ممن له اهتمامات ومصالح هو قتل، صمت من له سلطة على ما يحدث هو قتل، صمت المنتفعين للحفاظ على مصالحهم هو قتل. وفقط إذا حاولنا مسح تلك الدموع نعيد لعالمنا كرامته. نعم صلاة «بارى» هى صرخة ضمير الكنيسة، والتى ترغب أن يسمعها كل مسئول، صرخة ضمير كنيسة ترغب أن تصل إلى من له سلطة وقدرة فى حل هذه الأمور. وهى أيضا صرخة لكل ضمير حي، ما زال يبحث عن الحق والعدل.انتهى اليوم، ولكن تلك الصرخة ستظل تدوى فى أرجاء العالم كله، تبحث عن أذن تستقبلها وقلب يستوعبها وإرادة طيبة تسعى لتحقيقها.وبجانب هذا سيبقى ذلك اليوم علامة وخطوة جادة فى مسيرة وحدة المحبة والإخاء. الكنيسة تحتاج لمثل هذه العلامات فى عالم يسوده التفرقة والانقسام، ضرورى تجمعنا، ضرورى أن تظهر للعالم رغبتنا فى السلام والوحدة. فالإيمان بالقلب ومظاهره يجب أن تشع على الوجوه، فلا إيمان دون أعمال. ذلك اليوم عمل يظهر إيمان الكنيسة ورغبتها فى أن يبقى الإنسان أولا وقبل كل شيء. قبل المصالح، قبل المكاسب، قبل السلطة، الإنسان أولا. الأب هانى باخوم المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الكاثوليكية
مشاركة :