قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقناة «فوكس نيوز» الأميركية، بعد قمة هلسنكي التي جمعته مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أول من أمس: «أكدت لترامب استعداد روسيا لتمديد هذه المعاهدة (ستارت) وإطالة أمدها، لكن علينا الإتفاق على التفاصيل أولاً، لأن لدينا أسئلة لشركائنا الأمريكيين». ومع تشكيكه بمدى التزام الجانب الأميركي بالمعاهدة، قال بوتين إن «الخبراء هم الذين يحددون ذلك». وتنص معاهدة «ستارت» الجديدة الموقعة في 8 نيسان (أبريل) 2010، على عدم تجاوز الرؤوس الحربية والقنابل النووية التي يمكن لصواريخ باليستية حملها حاجز 1550 رأساً. وتقّيد الإتفاقية عدد الصواريخ الباليتسية العابرة للقارات المنصوبة في منصات الإطلاق، وتلك التي يمكن إطلاقها من غواصات وقاذفات نووية بحد أقصى يبلغ 700 رأس، وما لم يتم تركيبه في منصات الإطلاق من هذه الأسلحة بما لا يتعدى 800. وأكدت الدولتان في شباط (فبراير) الماضي أنهما التزمتا بالمعاهدة، وذهب كل منهما إلى اتهام الآخر بعدم الالتزام. وأثارت روسيا تساؤلات في شأن تعديل الولايات المتحدة بعض الغواصات والقاذفات، لتكون قادرة على حمل أسلحة تقليدية، وأشارت إلى أنه لا يمكنها التحقق من عدم استخدامها لحمل أسلحة نووية أيضاً. وأضاف بوتين في لقائه التلفزيوني أن لندن لم تقدّم أي دليل في شأن اتهامها بحالتَي تسميم جديدتين، مطلع الشهر الحالي، بعد اتهامها سابقاً لموسكو بتسميم العميل الروسي المزدوج المتقاعد سيرغي سكريبال وابنته مطلع آذار(مارس) الماضي. وطالب بوتين بـ «أدلة موثقة»، مشيراً إلى أن «لا أحد يعطينا دلائل»، ومندداً بـ «اتهامات لا أساس لها» أطلقتها السلطات البريطانية. وفي أول استثمار مباشر لقمة هلسنكي، قال بوتين في لقائه مع «فوكس نيوز»: «أعتقد أنك ترى أن هذه الجهود فشلت، ولا يمكن أن تُكلل بالنجاح. روسيا أكبر من أن تُعزل». معلوم أن السلطات البريطانية كشفت في 4 الشهر الجاري، عن تسمم زوجين بريطانيين بغاز نوفيتشوك كان موضوعاً داخل زجاجة صغيرة، ويواصل المحققون عملهم بعد موت الزوجة، فيما يرقد الزوج في المستشفى في حال حرجة. ونفت روسيا بشدة ضلوعها في تسميم سكريبال وابنته، في حادث أثار أضخم أزمة ديبلوماسية بين الغرب وروسي، وتبادل فيه الطرفان طرد عشرات الديبلوماسيين. ولم تنجح الشرطة البريطانية حتى الآن في تحديد هل عيّنة نوفيتشوك التي سممت الزوجين، هي العينة ذاتها التي استُخدمت ضد سكريبال وابنته. لكنها أشارت إلى أنها تنظر في علاقة محتملة بين العينتين. وفي غياب تصريحات رسمية حول القمة، أكدت مصادر روسية أن «موسكو راضية تماماً عن النتائج، وأنها لم تكن تتوقع اختراقات كبيرة في معظم الملفات، وكان جهدها منصباً على عدم الفشل». وأشار مصدر في اتصال مع «الحياة» إلى أن «القمة كانت من دون مفاجآت، بالنسبة إلى روسيا، وحققت كل ما أرادته موسكو في المرحلة الأولى والأهم، وهو كسر الجليد»، موضحاً أن «ظروف القمة والنقمة على ترامب لم تكن مناسبة لإعلان أي تقدم يمكن أن يكون د حصل في اللقاء الثنائي أو اللقاء الموسع». ورحج المصدر أن «يتم الإعلان عن نتائج القمة مستقبلاً، بعد اجتماعات ثنائية بين المسؤولين عن الملفات المختلفة، لتبدو كأنها ناتجة عن حوار ودراسة أكثر عمقاً، وليست نتيجة مباشرة لتأثير القمة بين ترامب وبوتين». ولفت إلى أن «الطرفين لم يقطعا أي تعهدات مكتوبة أو شفهية، وتجنّبا أي إحراجات في المؤتمر الصحفي، ولم يغيّرا مواقفهما في شأن القرم، ولم يتطرقا إلى موضوع العقوبات».
مشاركة :