دانت «المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان» روسيا في قضيتين منفصلتين، تتعلق إحداها بتحقيقاتها في مقتل الصحافية آنا بوليتكوفسكايا، والثانية بمعاملتها القاسية لفرقة «بوسي رايوت»، المعروفة بتوجيه رسائل ذات طابع إحتجاجي. وفي قضية بوليتكوفسكايا التي قُتلت بالرصاص داخل مبنى سكني تقيم فيه في موسكو عام 2006، قضت المحكمة بأن روسيا «لم تطبق إجراءات التحقيق المناسبة لكشف منفذ أو منفذي القتل». وقال قضاة المحكمة في ستراسبورغ إنه كان ينبغي على المحققين الروس النظر في احتمال أن يكون «جواسيس تابعون لجهاز الاستخبارات الداخلية الروسية أو لإدارة جمهورية الشيشان» أمروا بتنفيذ الجريمة. وكانت بوليتكوفسكايا تعمل في مجلة «نوفايا غازيتا»، وهي من الصحافيين القلائل الذين واصلوا تغطية الحرب في الشيشان وانتهاكات حقوق الإنسان، في عهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتتعلق القضية الأخرى بثلاثة أفراد من فرقة «البانك» النسائية «بوسي رايوت» التي احتلت عناوين الصحف العالمية عام 2012، عندما اعتُقلن خلال أداء أغان مناهضة لبوتين في كاتدرائية في موسكو. وتم توقيفهن خمسة أشهر، بانتظار إجراءات المحاكمة «لأسباب نمطية»، ودانتهن المحكمة بتهمة «الشغب بدافع الحقد الديني» في محاكمة أثارت احتجاجات من مجموعات مدافعة عن حقوق الإنسان. وخلصت «المحكمة الأوروبية» إلى أن روسيا انتهكت حقوقهن بتعريضهن لمعاملة «غذلال وترهيب»، من دون أن توفر لهن محاكمة عادلة، أو تسمح لهن بحرية التعبير. واعتبرت أن عقوبة سجنهن كانت «قاسية جداً». وواصلت ناشطات الفرقة احتجاجاتهن، وآخرها كان خلال مباراة نهائي كأس العالم لكرة القدم في موسكو الأحد، عندما اقتحمت أربع منهن الملعب وهن يرتدين زي الشرطة، وحُكم عليهن والاثنين بالسجن 15 يوماً.
مشاركة :