أكثر بلدان العالم يتطبع زوارها والمقيمون فيها بطباع أهلها ويقتدون بسلوكهم إلا بعض الدول ونحن منها، أجد أن العادات السلبية والسيئة عند بعض الوافدين يُطبّقونها عندنا دون رقيب أو رادع، بل الأمرّ من هذا أن بعضًا منّا يقتدي بهم، ومما يُؤلمني ما جلبه أفرادٌ من الجاليات الهندية والبنغالية والسيرلانكية والباكستانية -وهم أكثر سائقي الليموزين لدينا- من عادة فتح باب السيارة عند الإشارة والبصق على الأرض وبشكل مُقزِّز، وقد بتنا نجد من بعض السعوديين مَن يقومون بهذه الحركة والفعل الآن وبشكل مُقزِّز أيضًا، ولكن الحمد لله أن شمسنا حارقة، وأسفلتنا ساخن، وإلا كانت الأمراض -من جراء هذا الفعل- أصبحت أوبئة وانتشرت بسرعة. هذا عدا عن رمي المخلفات من مناديل وعلب مشروبات غازية وسجائر.. وما إلى ذلك؛ من شبابيك السيارات وعلى جميع الطرق. إنني أتساءل: متى نكفُّ عن تلك السلوكيات، ومتى تُطبَّق عقوبات رادعة، ومتى تكون سلوكيّاتنا إسلامية، لأن الإسلام شمل الحضارة والتقدم والسلوكيات الجيّدة والصحيّة، ونحن -إلا مَن رَحِمَ الله- أبعد ما نكون عنه، إلا من ادّعاء التديّن من قِبَل البعض، مع أن رسولنا الكريم سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- يقول: "الدين المعاملة"، ويقول أيضًا: "النظافة من الإيمان"، ويقول: "إماطة الأذى عن الطريق صدقة"، ومما يُدهشك أن من سلوكياتنا السيئة باتت ليس وضع الأذى على الطرقات فقط بل البعض أصبح أذى بنفسه، ومن ذلك الأذى حينما نسد الطريق بالسيارة، وحينما نقف بالعرض خلف سيارات تقف في مواقف مسموح بها، وحينما.. وحينما.. والأدهى حينما نُكابر ونقول للمُتضرِّر: يا أخي ما تستطيع الصبر خمس دقائق، أنا كنت مستعجل. أتطلع إلى اليوم الذي أجد تمسّكنا بالسلوك الإسلامي الحق في التعامل وحسن الخلق، وبهذا نبلغ درجة العابد الصائم القائم، كما قال حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولكن متى؟ حقيقة أجد ذاك اليوم لناظره بعيد، لأن واقع تصرفاتنا لا يُبشِّر بمستقبل فيه ما نطمح إليه. ودعونا نلوم أنفسنا ونحاسبها ونطبّعها على السلوكيات الجيدة، وبهذا لن يجد الوافد والمقيم لسلوكياته السلبية مكان وقبول. ولن يجد منّا اقتداء وممارسة لفعله. أخلاقنا تكشفها قيادة السيارات: وإذا ما أردنا التأكد من أخلاقياتنا في التعامل مع بعضنا البعض، نجد أن قيادة السيارات هي الكشّاف، لأن الكل يتعامل مع الكل، مع مَن يعرف ومَن لا يعرف، فلننظر إلى أنفسنا أثناء قيادة المركبات، نجد أن تعاملنا سيئ، وأغلبنا يتعدَّى على حق الآخرين في سبيل مصلحته، ضاربًا بعرض الحائط النظام ومصلحة الآخرين وأحقيتهم في الطريق. وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرًا من أحد سواه. oalhazmi@Gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (22) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :
مشاركة :