بدأ التعليم ككل ولجميع العلوم في المساجد ،ولما كثر العدد ولم تعد المساجد تتسع للمتعلمين وطلبة العلم أنشئت المدارس ولما زاد طلب العلم والتوسع في جزئياته وتفرعت تخصصاته أنشئت الجامعات وتعددت الشهادات الممنوحة لطلبة العلم ويبقى العالم طالباً للاستزادة والتجديد ومتى ما توقف فقد بدأ الجهل يغزو فكره . وبطبيعة الحال تنظيم التعليم وإنشاء المدارس والجامعات حدد المسئوليات عندما كبرت وسهل الرقابة لتصحيح المسار إذا ما اعوج عن الطريق المستقيم سواء للمتعلمين أو المعلمين وعلى جميع المستويات . ونعود لتعليم القرآن الكريم وتحفيظه الذي كتبت حوله قبل أسبوعين مؤيداً التحفيظ في المدارس على شرط ترك تفسيره وتأويله للعلماء الربانيين أهل العلم والذكر . واتصل بي عديلي الأستاذ الفاضل المربي أخي حسن حسن العبادي شقيق المربي والأديب الاستاذ الفاضل علي حسن العبادي وهو من رجالات التعليم القدماء المؤسسين للكشافة وأنشطتها التي ماتت هي ومعسكراتها التي كانت تربوية اجتماعية وجيلها معتدل التفكير منهم علماء وأطباء ومهندسون ،وتمنى الأستاذ حسن عودة تلك الانشطة المتزنة الموزونة التي تقع تحت الرقابة والتقييم والتقويم باستمرار ، مؤيداً ومذكراً أن التحفيظ في المدارس أفضل من المساجد للأمور التي ذكرتها سابقاً وخاصة التنظيم والرقابة على من يستغلون عقول الشباب والفتية وصغار السن لزرع فكر تكفيري إرهابي لا يمت إلى الاسلام والقرآن بصلة، فالمدارس فيها أكثر من جهة رقابية تنظيمية والمساجد لا يوجد مع المحفظ أحد، وما أتمناه أن تكثف حصص التحفيظ في المدارس بحيث تقوم بدورها وتلغي التحفيظ في المساجد ولو نزيد عدد الحصص الأسبوعية لطلاب التحفيظ ونلبي رغبتهم في حفظ القرآن الكريم وتجويده ،وبهذا كسبوا القرآن والعلوم الدنيوية ،علما بأن أي علم دنيوي طُلب فيه وجه الله عز في علاه وتحقيق مصلحة للأمة ففيه أجر عظيم وثواب من العلي الكريم لأنه يحقق قوة للأمة الإسلامية حتى ولو كان الشخص العامل به في دولة غير مسلمة ،لأن الله خلق الخلق لتعمير الأرض لا لتدميرها وقتل الأنفس بغير حق وإبادة الحرث وتهديم المساجد ودور العبادة . وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه. oalhazmi@Gmail.com
مشاركة :