وجه السفير البابوي في نيكاراجوا المطران فالديمار ستانيسلاو سومرتاغ نداء قويًا باسم البابا فرنسيس من أجل وضع حد فوري لأعمال العنف التي يشهدها هذا البلد الأمريكي اللاتيني منذ ثلاثة أشهر وبالتحديد منذ الثامن عشر من أبريل الماضي وأسفرت عن سقوط أكثر من ثلاثمائة وستين قتيلًا. وقال الدبلوماسي الفاتيكاني في النداء الذي نشرته وسائل الإعلام المحلية إنه يرغب في التعبير – باسم البابا فرنسيس وباسم الكرسي الرسولي – عن قلقه البالغ حيال الوضع الصعب الذي تعيشه نيكاراجوا، مضيفا أنه من غير المقبول التفكير بأن أعمال القتل يمكنها أن تحل الأزمة السياسية وتضمن مستقبلا من السلام والازدهار. ولفت إلى أنه يبكي من أجل جميع ضحايا العنف ويصلي من أجل عائلاتهم بكامل قواه البشرية والروحية ويطلق نداء موجها إلى ضمائر الجميع كي يتم التوصل إلى هدنة وتعود الأطراف المعنية إلى طاولة الحوار الوطني ويتم البحث عن حل ملائم ويوضع حد للأزمة الراهنة.وكانت أجهزة الشرطة والمجموعات الشبه عسكرية قد سيطرت بالأمس على وسط مدينة ماسايا الواقعة على بعد ثلاثين كيلومترا من ماناغوا. وذكرت مصادر صحفية أن العملية العسكرية استغرقت أكثر من سبع ساعات واستُخدمت خلالها الأسلحة الحربية وأسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى على الأقل وعشرات الجرحى وفقا للمنظمات المحلية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان. وتشير الكنيسة الكاثوليكية المحلية إلى أنها ما زالت عرضة للتهديدات والاعتداءات، وكان الكاردينال ليوبولدو برينيس تعرض للضرب في التاسع من يوليو الجاري مع أسقفين آخرين على يد ناشطين مؤيدين للحكومة.وعلى الرغم من حملة القمع والترهيب الموجهة ضدهم، قرر أساقفة البلاد بالإجماع، وبتشجيع من البابا فرنسيس أن يستمروا في الحوار الوطني، وتحدثوا في الوقت نفسه عن انعدام الرغبة السياسية، من قبل الحكومة، في عقد حوار صادق والبحث عن السبل الكفيلة بإحلال الديمقراطية في البلاد. وعلى صعيد آخر، انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بشدة القوة المفرطة التي تمارسها الجهات الموالية لحكومة الرئيس دانيال أورتيغا، معتبرا أن استخدام القوة ضد المدنيين والطلاب بنوع خاص يشكل عائقًا في وجه التوصل إلى حل سياسي للوضع الراهن.
مشاركة :