«جولدمان ساكس» يدشن نهاية حقبة سيطرة الوسطاء على «وول ستريت»

  • 7/20/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يؤكد رحيل لويد بلانكفين أحد أقوى المصرفيين في العالم، من مصرف جولدمان ساكس، بدء عصر جديد في وول ستريت، حيث أدى التقدم الهائل في التكنولوجيا واستخدام الروبوتات في صالات أسواق المال، إلى تراجع تأثير الوسطاء.قبل بضعة أسابيع من الذكرى العاشرة لإفلاس مصرف ليمان براذرز الذي أدى إلى أخطر أزمة مالية منذ الانهيار الكبير، أكد «جولدمان ساكس» أن بلانكفين (63 عاماً) سيغادر المجموعة المصرفية بعد 12 عاماً على وصوله إليها.كان بلانكفين اشتهر في تشرين الثاني/نوفمبر 2009 بقوله «أنا مصرفي أقوم بعمل الله»، في أوج انهيار الاقتصاد العالمي الذي نجم عن منتجات مالية معقدة وضعت في وول ستريت واستندت إلى رهون عقارية سيئة منحت لعائلات أمريكية هشة. وهذا الوسيط الذي استخدم وجهه خلال الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري دونالد ترامب في 2016 في إعلانات دعائية تدين تجاوزات رجال المال، كان أحد آخر «عمالقة» البورصة الأمريكية. وقال ريتشارد بوف الخبير في مجموعة «هيلتون كابيتال مانيجمنت» المالية «إنها نهاية حقبة سيطر خلالها الوسطاء وبداية حقبة نجمت عن الثورة التقنية». وفي أكبر ستة مصارف في وول ستريت، لم يبق سوى جيمي ديمن رئيس مجلس إدارة «جي بي مورجان» الذي كان في هذا المنصب عند حدوث الأزمة. فلدى مجموعة «سيتي جروب»، رحل فيكرام بانديت في 2012، بينما تخلى كل من كين لويس (بنك أوف أميركا)، وجون ماك (مورجان ستانلي) عن منصبيهما في 2010. وفي 2016 أطاحت فضيحة حسابات مصرفية وهمية جون ستامبف في مصرف «ويلز فارجو». ورأى بوف أنه في هذا «العالم الجديد» لما بعد الوساطة، يجب على أي مصرف كبير أن يقيم علاقات «وثيقة» مع العائلات «لأنها هي التي تقوم بالادخار وبالإنفاق».«صفحة بيضاء» قبل الأزمة المالية، كانت نشاطات الوساطة في المنتجات المالية مصدر المال. لكن أعيد توزيع الأوراق بعد تشديد الأنظمة المالية ودخول التكنولوجيا إلى قطاع المال ونجاح صناديق المؤشرات المتداولة الاستثمارية التي تسمح بالحد من المخاطر وخفض النفقات. وظهرت أيضاً «التقنيات المالية» والشركات الناشئة التي تقدم خدمات مالية إلى الأفراد والشركات الصغيرة والمتوسطة، وبينها «فينمو» التطبيق الذي يسمح بتحويل أموال بسرعة وبلا نفقات، أو «ويلثفرونت» الذي يجعل الإدارة الآلية للمحفظة الاستثمارية ممكنة. وفي مواجهة هذا التغيير، تحولت المصارف الكبرى التي تتمتع بوضع جيد حسب اختبارات الملاءة التي يجريها الاحتياطي الفيدرالي، إلى هذه التقنيات الجديدة، وباتت تعهد بمهمات إلى روبوتات أكثر فأكثر. فقد أصبح من الممكن مثلاً إيداع شيك عن طريق هاتف ذكي. وبفضل تقدم الذكاء الاصطناعي، يمكن لروبوتات أن تحلل المعطيات وتقوم بعمليات تحكيم وتمرير أوامر شراء أو بيع أسهم، وهي مهمات كان يقوم بها الوسطاء من قبل. ونتيجة لذلك، ستزول حوالى 30% من الوظائف في القطاع المصرفي بحلول 2025 في الولايات المتحدة، حسب تقديرات مجموعة «سيتيجروب». وقال ريتشارد بوف إن «أجهزة الكمبيوتر تقوم بقتل الوسطاء والمحللين الماليين». وقرر مصرف «جولدمان ساكس» الذي بات يدرك أن عمليات الوساطة لن تدر أموالاً كما كانت في الماضي، وسيحتفل العام المقبل بمرور 150 عاماً على تأسيسه، تنويع نشاطاته وتحسين صورته عبر الانفتاح على الجمهور.

مشاركة :