بلادنا لها مميزات وخصائص لا توجد في أي بلد، فهي مهبط الوحي، ومنبع الإسلام، ومأرز الإيمان، وفيها الحرمان الشريفان، وعلى أرضها يُؤدى الركن الخامس للإسلام أقرأ كما يقرأ غيري ما تكتبه (بعض) وأقول (بعض) الأقلام في الصحف وغيرها من كتابات مُنكَرة، تُخالف أوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، هدى الله أصحابها، ولا يخفى أن كل ما يكتبه الإنسان أو يتلفظ به محفوظ عند الله، كما قال تعالى: (ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد)، وأنه ما من كاتب إلا سيفنى، ويُبْقي الله ما كتبت يداه، وسيجد ما كتبه وتلفّظ به في صحائف أعماله في كتاب لا يُغادر صغيرة ولا كبيرة، والله تعالى عليم حكيم، لا تخفى عليه خافية، وهو قادر على الانتصار من أهل الباطل، لكنه يبتلي الناس بعضهم ببعض، كما قال تعالى (ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض)، وقال تعالى (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُون* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِين* أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُون). إن المطّلع على ما يُكتَب في (بعض) المقالات وغيرها، يجد أن (بعضها) تتضمن: تهوينا من شأن المعاصي، الصادمة للمجتمع، وتتضمن رسالة مفادها: أن على من يُنكِر المعاصي أن يُوطِّن نفسه على تقبلها، فالقادم أكثر -تلك أمانيهم- لأن المجتمع السعودي -بزعمهم- خرج من الفرقة الناجية. فيا سبحان الله: ما الذي أخرج المجتمع من الفرقة الناجية، وأدخله في الفِرَق الهالكة؟ هذا قول باطل، وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة) قيل: ومن هي يا رسول الله؟ قال: (الجماعة)، وفي رواية أخرى: (ما أنا عليه وأصحابي)، ونحن في هذه البلاد المباركة بلاد التوحيد والسنة -المملكة العربية السعودية- بحمد الله متبعون للنبي -عليه الصلاة والسلام- وصحابته، وملازمون جماعة المسلمين وإمامهم، ودولتنا تقيم الحدود والتعزيرات على من ارتكب محظورا، فنرجو أن نكون من الناجين، ثم إن الذنوب والمعاصي لا تُخرِج من الإسلام، والحسنات يذهبن السيئات، والتوبة تجب ما قبلها، فليس لأحد أن يكتب أن مجتمع بلادنا خرج من الفرقة الناجية، هذا تألٍّ على الله، وإساءة لعباد الله. كما أن بعض المقالات تُهوِّن من مكانة المملكة العربية السعودية يقول أحدهم: (من أشنع الجرائم تعبئة السعوديين أن بلدنا غير بلدان العالم، حدث هذا بمضخات طهرانية بالغة النفاق). ونقول: كيف يكون التحدث بنعمة الله التي اختص بها بلادنا جرائم؟ وكيف تحكمون على من يتحدث بذلك بأنه منافق؟ أين الرأي والرأي الآخر الذي تُنادون به؟ مجرد أن يذكر الإنسان خصائص بلاده السعودية يكون منافقا عندكم، وتعلمون -هداكم الله- أن المنافق في الدرك الأسفل من النار، نعوذ بالله من الجهل والفظاظة. إن بلادنا لها مميزات وخصائص لا توجد في أي بلد، فهي مهبط الوحي، ومنبع الإسلام، ومأرز الإيمان، وفيها الحرمان الشريفان، وعلى أرضها يُؤدى الركن الخامس للإسلام، وولاتها هم أنصار التوحيد والإسلام منذ ثلاثمئة سنة، هذه حقيقة، وليس نفاقا، كما تقولون، هداكم الله، ثم إن هذه الخصائص والفضائل دلت عليها الأدلة من الكتاب والسنة والتي هي مرجعنا، وليس (المضخات الطهرانية بالغة النفاق) كما هو تعبيركم. لقد تحدث الناس عما أسموه بفتاة الطائف، وأنا أسأل الله لها الهداية، وأمرها من صلاحية القضاء الشرعي، لن أتحدث عنها، فهو خطأ سيُعالَج، لكن سأتحدث أن هناك من أراد أن يؤصل لهذا الفعل، وكأنه جائز لا ينبغي استنكاره في المجتمع، فهو في نظره (مجرد تحية) وإعجاب، هكذا يسمون المُنكَر بغير اسمه، ترويجا له في المجتمع، ليتم تكراره، وهنا مكمن الخطورة، وآخر يقول ليس من المستغرب أن تقفز فتاة لتحتضن نجمها المفضل، لأن ذلك يوجد في العالَم، ونحن كالعالَم. وأقول: بل هذا مستنكر عند أصحاب الفِطَر السليمة، ولا أدري هل سيأتي يوم يقول فيه بعض الكتاب لا بأس بالعري والزنا العلني، ولا ينبغي أن يُستَغرب لأنه يوجد في العالم ونحن ينبغي أن نكون مثلهم؟ وإذا كنَّا نقرأ هذا الكلام الباطل، فإننا نبرأ إلى الله منه، ونسأل الله أن يهدي قائليه ليعودوا إلى الجادة والصواب، فهو قولهم وهم مسؤولون عنه، ولا يُمثِّلون به إلا أنفسهم. ومن الخطورة أن يعدو الإنسان قدر نفسه، وكأنه متحدث باسم الدولة، فيقول منكرا من القول وزورا، وأذكر هنا مثالا واحدا فقط، يقول أحدهم في مقاله: إن هناك من يذرف الدمع مؤملا عودة صلاحية هيئة الأمر بالمعروف، ثم يقول هذا خيال لن يعود إلا بعودة العنقاء. ونقول: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من واجبات الإسلام، ونص عليه النظام الأساسي للحكم، وهو من مفاخر هذه الدولة السعودية المباركة، وهو باق -بحمد الله- ومدعوم من الدولة، أيدها الله، ولو سلّمنا جدلا أن صلاحيات الهيئة سُحبت -مع أن الصلاحيات لم تحسب- فكيف لكاتب أن يتحدث باسم الدولة ويقول إن تلك الصلاحيات (لن تعود)؟ فيا معشر الكتاب لا يستجرينكم الشيطان، ولا تصوروا للناس أن مجتمعنا هالك، نحن بخير، وبلادنا ومجتمعنا بخير، وولاة أمرنا هم أنصار شريعة الله، لا مزايدة عليهم بنصرة الدين وأهله، والمنكرات لا تُقر بل تنكر، وتُقام الحدود، والتعزيرات. وضعوا توجيه ولي أمرنا الملك سلمان -حفظه الله- نصب أعينكم، فقد قال وفقه الله: (لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالا، ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال واستغلال يسر الدين لتحقيق أهدافه، وسنحاسب كل من يتجاوز ذلك، فنحن إن شاء الله حماة الدين، وقد شرفنا الله بخدمة الإسلام والمسلمين، ونسأله سبحانه السداد والتوفيق).
مشاركة :