شدد متخصصون ومهتمون في المجال الصحي والأمني والقضائي على ضرورة حماية الممارسين الصحيين أثناء تأدية دورهم الإنساني في خدمة المجتمع ورعاية المرضى، مؤكدين أن الأنظمة تجرم الاعتداء على الأشخاص وخصوصاً الممارسين الصحيين أثناء عملهم، وذلك خلال اللقاء الأول لتعزيز سلامة الممارسين الصحيين الذي نظمته الهيئة السعودية للتخصصات الصحية أمس (الخميس) بحضور ممثلي 35 جهة حكومية وخاصة. وأنشأت هيئة التخصصات الصحية أخيراً عيادات نفسية لمعالجة توتر الممارسين الصحيين والمتدربين، فيما وصلت إلى الهيئة مجموعة من الشكاوى الشهر الماضي وسط قلة الإبلاغ من المعتدى عليهم. وأوضح المشرف على مبادرة رعاية المتدربين سعود العمران إن هيئة التخصصات الصحية عملت على إيجاد حلول لضغوط المتدربين الصحيين، منها إنشاء عيادات نفسية للمتدربين وإيجاد خط ساخن للحالات الطارئة من الممارسين الذين يتعرضون لضغط نفسي في مراحل التدريب. وحذر العمران من الاحتراق الوظيفي للمتدربين والممارسين الصحيين الذي قد يؤدي الى مراحل متقدمة قد تصل الى الاكتئاب او الانتحار في مراحل أخرى. وقال نائب الأمين العام للشؤون التنفيذية في هيئة التخصصات الصحية الدكتور محمد بن عبدالله السلطان في كلمة له، إن قضية الاعتداء على الممارسين الصحيين تعتلي أولوية لدى الهيئة ولذلك قدمت خدمة «تحمينا نحميك» لتكون وسيلة لحماية الممارسين الصحيين والدفاع عن حقوقهم قانونياً. وأشار إلى أن الممارس الصحي لا يؤدي عملاً وظيفياً فقط، إنما يؤدي دورا إنسانيا وجليلا يحتاجه المجتمع في كل لحظة ويتصل بحياة الأشخاص ومن هذا الدور تنبع الأهمية، لأنه يعمل جل يومه على مساعدة الناس والوقوف معهم والعناية بهم. وأكد الحضور خلال اللقاء، أهمية توعية المجتمع بالدور الذي يؤديه الممارس الصحي في رعاية المرضى وبالتالي يجب تفهم هذا الدور ومنحه الأمان وعدم الاعتداء عليه لما في ذلك من انعكاسات سلبية على الممارس الصحي أولاً وعلى المعتدي ومن ثم على المجتمع، مطالبين بضرورة إيجاد حلول عاجلة كفيلة بحماية الممارسين في أماكن عملهم وتوفير الدعم القانوني والمعنوي لهم. إلى ذلك أشار المشرف على مبادرة «تحمينا نحميك» الدكتور علاء ناجي أن الخدمات القانونية التي تقدمها الهيئة تختص بالاعتداء الجسدي واللفظي والتحرش خلال العمل، وأن أغلب الشكاوى التي تأتيهم منذ بدء المشروع كانت بسبب الاعتداءات اللفظية مثل الصوت العالي او الدعاء على الشخص، ووصلت إلى الهيئة عشرات الاتصالات عن اعتداءات، قبلت منها ١٠ حالات ورفضت ثلاث حالات، منها خمس حالات اعتداء لفظي وثلاث اعتداءات جسدية، وتعرض ستة أطباء لحالات اعتداء، على اشكال مختلفة. وأكد ناجي أن عدد الشكاوى التي تصلهم اقل من الموجود على أرض الواقع، وذلك لأسباب متعددة منها اجتماعية وبعضها عمليه، تتعلق بعمل الممارسين، ما يقلل من عدد المسجلين. ورأى ناجي وجود فراغ تشريعي قد غطى بعضه اصدار قانون التحرش، والحاجة الى تجانس نظامي لحل هذه الاشكالية، وخاصة وسط منظومات صحية مختلفة. من جهته، قال المشرف على مبادرة «ما الذي أغضبك» الدكتور عبدالله الأيوبي أن الاعتداء على الممارس الصحي قد يكون بسبب التعسف من بيئة العمل والمنع من السفر بدون حكم قضائي، غير التشهير والاعتداءات اللفظية والجسدية التي هي من أقل المسجل. واقترح الأيوبي عمل استقصاء بدراسة وطنية على ١٠ مناطق في المملكة، في انواع مختلفة من العيادات والمستشفيات؛ عبر اجتماعات مركزة، يكون فيها ١٠٠ مشارك في كل موقع، وتحديد المشكلات الشائعة والأخطاء الشائعة عبر الأسئلة الشائعة. وطالب الأيوبي بوضع تأمين خاص على المؤسسات الصحية، مشددا على أن فرق الأمن والسلامة في المستشفيات تحتاج الى الكثير من التطوير، وهذا ليس موجود حاليا مع رواتب هزيلة لموظفي الامن والسلامة وتدريب منخفض، ومسؤوليات مختلفة.
مشاركة :