تحت العنوان أعلاه، كتبت يوليا سفيشنيكوفا، في صحيفة "آر بي كا"، حول الترقب الذي ساد الأجواء في طهران أثناء قمة الزعيمين الروسي والأمريكي، باعتبار وضع إيران من أكثر الملفات سخونة. وجاء في المقال: أحد المواضيع التي نوقشت في اجتماع الرئيس دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في هلسنكي، الوضع حول إيران المتعلق بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي ورغبة واشنطن في الحد من النفوذ الإيراني في سوريا. يحاول الجانب الأمريكي جعل موسكو تتخلى عن موقفها المحايد في هذه القضية. وتشعر طهران بالقلق من أن يتمكن ترامب بطريقة ما من التوافق مع بوتين، نحو الإخراج الكامل للقوات الإيرانية والمؤيدة لإيران من البلد الذي عصفت به الحرب الأهلية. حرفيا، حاول علي أكبر ولايتي مستشار الزعيم الروحي الايراني آية الله علي خامنئي، عشية القمة، في 12-13 يوليو في موسكو التأثير على الموقف الروسي. وعلى الرغم من أن زيارته هذه ليست الأولى إلا أن جدول الاعمال الرسمي بقي على حاله: التعاون السياسي وتوسيع التعاون الاقتصادي والبرنامج النووي الإيراني. منذ زيارة ولايتي السابقة إلى موسكو، في فبراير 2016 تغير المشهد إلى حد ما: ففي حين ناقش المحللون الإيرانيون والروس، آنذاك، المخاوف الروسية من احتمال التقارب الإيراني الأمريكي، فإن الاجتماع الحالي في 12-13 يوليو، عُقد على خلفية تفاقم واضح "للمسألة النووية الايرانية". الآن، في إيران، يناقشون إمكانية أن يصبحوا ورقة مساومة في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة. "هل يمكن الوثوق بروسيا؟"، هذا السؤال الهام.. الذي سعى ولايتي بشكل واضح في موسكو للحصول على إجابة عنه. أفضل طريقة للتأكيد على تقارب البلدين، التعاون العسكري في سوريا. ولذلك سارع ولايتي إلى الإعلان عن موافقة بوتين على زيارة طهران قريبا لعقد اجتماع دوري لـ "ثلاثية أستانا". المحافظون الإيرانيون، يحبون تكرار أن الناس قد اعتادوا منذ فترة طويلة على ضغط العقوبات، أما في الواقع فالوضع في ايران الآن أصعب بكثير مما كان عليه في العام 2012، عندما تم فرض عقوبات أكثر صرامة من الأمم المتحدة. وبطبيعة الحال، فإن زيادة العزلة في مثل هذه الظروف أمر غير مرغوب فيه، ما استدعى تواصل الزعيم الروحي مع الرئيس الروسي. محاولة وضع العلاقات الروسية الإيرانية في إطار نموذج الحرب الباردة، حيث الولايات المتحدة العدو الرئيس، أفضل سيناريو في طهران، حيث يخيّم، منذ فترة طويلة، على الرئيس روحاني الليبرالي شكليا والموالي للغرب خطر سحب الثقة. المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة
مشاركة :