في الحقيقة إننا نحب في الاطفال، براءتهم التي غابت عنا مع الأيام نحب أنفسنا فيهم، نرى فيهم طفولتنا، ونسترجع أجمل لحظاتنا معهم.نحب عالمهم الذي نجد فيه الطمأنينة دون الخوف، إنه عالم بسيط من صنعنا نحن ونحب طاعتهم لنا دون مجادلة ولا مساءلة، كما أننا نعيش معهم اللحظات التي افتقدناها.فتجد الكبير ينزل إلى تلك السن الصغيرة ليلعب معها، ويعيش معها بعض الوقت بعالمه وبعد أن يفرغ من لعبه يشعر بسعادة بالغة، ذلك أنه ترك عالم الواقع المؤلم قليلًا.هذا العالم المليء بالألم والزيف والخداع، وكيف له ألا يشعر بالسعادة، إن الإنسان حين يأتي إلى الدنيا يولد بريئا لا حول له ولا قوة ويتحول مع الأيام إلى وحش كاسر، يحمل السلاح ليقتل أخاه " الإنسان "رجلًا لايعرف الرحمة والعفو، هو يعرف فقط لغة واحدة وهي الإنتقام،لذلك حين يحمل هذا الكبير طفلًا بين يديه فإنه في الحقيقة يتحول إلى ملاك يتذكر كيف كان وكيف كانت الأيام ويشتاق إلى من كان يشعر بينهم بالأمان، يشتاق إلى والداه ولا يلقى بالًا لشرور تلك الدنيا.ولكن ماذا إذا احتفظ الشخص بالإنسانية بداخله تكبر معه يومًا بعد يوم ؟ سيشعر بأن روحه مازالت طفلة غير قادرة على إرتكاب تلك الحماقات التي يفعلها الآخرون ويدمر بها الإنسانية الموجودة بداخله، سيشعر بأن الحب يتملكه دائمًا، والضمير يؤنبه إذا أخطأ غالبًا سيكون الضمير حينها هو جرس الإنذار المبكر بأن سيفقد طفولته وانسانيته حين يفعل ذلك لذلك تجد الكبار يقعون في حب الأطفال.
مشاركة :