كم هي قاسية لحظات الوداع والفراق، التي تسجل وتختزن في القلب والذاكرة، وكم نشعر بالحزن وفداحة الخسارة والفجيعة، ونختنق بالدموع، ونحن نودع واحداً من جيل المربين والأساتذة الافاضل المؤمنين بالرسالة التربوية العظيمة، المربي المرحوم الدكتور يعقوب الشراح (أبا رائد) وكيل وزارة التربية المساعد للتخطيط والشؤون الثقافية سابقاً وعضو اللجنة الثقافية في الجمعية الكويتية للإخاء الوطني، الذي فارق الدنيا، بعد مسيرة عطاء عريضة، ومشوار حياة في السلك التعليمي والعمل التربوي والاجتماعي، تاركاً سيرة عطرة، وذكرى طيبة، وروحاً نقية، وميراثاً من القيم والمثل النبيلة. فيا أيها الانسان الطيب، والمسؤول المخلص، ويا نبع العطاء والنهر المتدفق حباً لعملك، يعز علينا فراقك، في وقت نحتاج فيه الى امثالك من الرجال الأوفياء الصادقين، ومهما كتبنا من كلمات رثاء، وسطرنا من حروف حزينة باكية، لن نوفيك حقك لما قدمته من علم ووقت وجهد وتفانٍ في سبيل شباب ورجال المستقبل والغد، وعلمتهم من أخلاق وقيم فاضلة، وغرست فيهم حب العلم والمعرفة، ونميت فيهم قيم المحبة والخير والانتماء. عرفنا الفقيد معلماً هادئاً، متسامحاً، راضياً، قنوعاً، ملتزماً بانسانيته كما هو ملتزم بدينه وواجباته الدينية،حمل الأمانة باخلاص، واعطى للحياة والناس جهده وخبرته وتجربته وحبه لهم، تمتع بخصال ومزايا حميدة جلها الايمان ودماثة الخلق وحسن المعشر وطيبة القلب، متميزاً بالدماثة، والتواضع الذي زاده احتراماً وتقديراً ومحبة في قلوب الناس والطلاب وكل من عرفه والتقى به، وهل هناك ثروة يبقيها الانسان بعد موته أكثر من محبة الناس؟«أبا رائد» كان رسول علم ومعرفة، وجدول عطاء وتضحية، ونعم المعلم والمسؤول والأب الحنون والأخ الودود والصديق الصدوق. فكان قدوة ونموذجاً ومثلاً يحتذى في البساطة والوداعة والرقة والعطف والحنان وعمل الخير وسمو الاخلاق وطهارة النفس والروح ونقاء القلب والعفوية والتسامح، واعطى كل ما لديه بلا حدود، ومن دون كلل أو ملل، في مهنة ورسالة هي من أصعب المهن، وأهم الرسالات، رسالة العلم والتربية، بكل ما تحمله في طياتها من المعاني، التي في صلبها بناء الانسان، وبناء الوطن، وبناء المجتمع... لقد غيب الموت الاستاذ والمعلم الوفي «أبا رائد» جسداً، لكنه سيبقى في قلوبنا ما بقينا على قيد هذه الحياة، ولن ننساه، وسيظل باعماله ومآثره وسيرته نبراساً وقدوة لنا نم مرتاح البال والضمير، فقد أديت الامانة وقمت بدورك على أحسن وجه، والرجال الصادقون أمثالك لا يموتون. الجمعية الكويتية للإخاء الوطني
مشاركة :