كتاب ممتع... ويرحم الله الدكتور يعقوب الشراح

  • 9/4/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الحياة سفر عظيم يضم في طياته صفات لأشخاص جدوا واجتهدوا وثابروا من أجل إفادة المجتمع، والعمل على تطوره ويضم في طياته أيضا قدرات وقّادة تتفجر معرفة لتضيء بالثقافة آفاقا مختلفة، تعمل على صقل مواهب تتوق الى النهل من مشارب المعرفة حتى تجد في مضمار التنمية والبذل والعطاء.كتاب جميل أهداه لي الدكتور جعفر العريان الوكيل المساعد الأسبق في وزارة التربية، «كيف تموت المدرسة» إنه من المؤلفات العديدة للدكتور يعقوب الشراح -يرحمه الله- هذا المربي الفاضل والدكتور المجد المخلص في عمله والمفكر في تخصصه، واستخلاصه للحقائق التربوية في اشارات تدعو الى التفكير والتميحص، من اجل الارتقاء بالعملية التربوية ووضع المدرسة في مكانها اللائق، الذي يكون مركزا من مراكز الاشعاع لا للمتعلمين فحسب... انما حتى في مجال المجتمع لان بيئة المدرسة هي البيئة العامرة بصنوف التربية ومختلف أساليب التنشئة وأنواع العلوم والفنون والآداب.أشار الدكتور يعقوب الشراح يرحمه الله الى العوامل المؤثرة في فشل وموت المدرسة، وتداعيات ذلك على المجتمع، وأكد أن فشل المدرسة في الدول النامية أصبح اليوم أكثر شيوعاً واتساعاً، لدرجة الصعوبة في العمل أحياناً على معالجة مسببات الفشل.وأكد من تداعياته على الاطفال الذين يعانون الجهل والفقر والأمية والحرمان من التعليم. وبحث الكتاب في الجوانب التي تؤثر سلباً في وظيفة المدرسة وتساهم في موتها على المدى البعيد.كم هي جميلة أبواب الكتاب الست... حيث فتح الباب الأول بالحديث عن المدرسة من المنظور التاريخي والتطورات الايديولوجية، التي تأثرت بأنظمة المعرفة وتطورات التعلم وعلاقة المدرسة بالمتغيرات. والباب الثاني تناول مفهوم التفكير ودور المخ الايمن في نشوء العبقرية وعلاقته بالتعليم.أما الباب الثالث فيدور الحديث فيه عن الإصلاح التربوي، ويتناول الباب الرابع من الكتاب المنهج التعليمي من حيث المحتويات، وتحدث الباب الخامس عن جودة التعليم، أما الباب الأخير فإنه يتناول مستقبل التعليم بالتركيز على تجنب البطالة والاهتمام بالاستثمار في البشر، واهمية التكنولوجيات الجديدة في العملية التعليمية مع الحديث عن تأثيرات العولمة على أنظمة التعليم.كتاب يستفيد منه جميع المهتمين في مجال التربية، ويفتح آفاقا متنوعة للمعلمين في مجال التعليم بأنواعه المختلفة، حتى الذين لهم اهتمام في مجال التربية الخاصة، حيث سلط الكتاب الضوء على الفروق الفردية بين التلاميذ، وأكد بأنها من أكثر صعوبات التدريس، خصوصاً اذا كان المعلم مبتدئاً او لا يملك المهارات والخبرة، واشار الى دراسات كثيرة عن الفروق الفردية بين التلاميذ تقدم الأساليب المختلفة للتعامل مع الظاهرة.نعم ما أجملها من اشارة... أشار بها الدكتور الفاضل والمربي الكبير ابو رائد -يرحمه الله- ان التدريب الناجح لا يعني تمكن المعلم من المادة الدراسية فقط، بل ينبغي ان يلم المعلم باستعدادات جماعة الصف الدراسي، وينظم ويدير عملية التعلم ويشجع التلاميذ على التفاعل والمشاركة، اذا كان تقيد التلاميذ بنظام الصف ضرورة، فإن هيبة المعلم واحترامه من تلاميذه هي اكثر من ضرورة لنجاح التدريس.اللهم بارك لأبي رائد في حلول دار البلاء وطول المقامة بين اطباق الثرى، واجعل القبر بعد فراق الدنيا خير منزل له واخلف على أهله ومحبيه بالصبر والسلوان.إنك ولي ذلك والقادر عليه.هو الموت فاختر ما علا لك ذكرهفلم يمت الانسان ما حيي الذكر

مشاركة :