وليد الشرفا: المشهد الثقافي في فلسطين مغترب

  • 7/21/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: نجاة الفارس وليد الشرفا كاتب فلسطيني من مواليد نابلس، فلسطين، عام 1973، وصلت روايته «وارث الشواهد» للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية في العام الجاري، أستاذ الإعلام والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت، بفلسطين، حاصل على دكتواره عن الأطروحة حول الخطاب عند إدوارد سعيد، أصدر مسرحيته الأولى بعنوان «محكمة الشعب» في المرحلة الثانوية عام 1991، وأصدر روايته «القادم من القيامة» عام 2013، تتركز اهتماماته على ثقافة الصورة والاستشراق. كيف كانت بداية رحلتك مع الكتابة؟ الكتابة مشروع حياتي كلها، فتحت عينيّ على السينما وعلى حب الموسيقى، وتورطت في الكتابة فتحولت تلقائياً في المدرسة الثانوية، من دراسة الفرع العلمي إلى الفرع الأدبي رغم أني كنت متفوقاً في الرياضيات والكيمياء والفيزياء، عارضت الأسرة قراري، لكن أصررت وبدأت بكتابة مسرحيتي الأولى في المرحلة الثانوية، بعنوان «محكمة الشعب»، وهي من هواجس الانتفاضة الأولى، وطبعتها قبل إنهاء الثانوية العامة، وتورطت أكثر في الكتابة بعد استشهاد ابن عمي.وبعد المسرحية انتقلت للكتابة النقدية الأدبية، وقدمت الماجستير عن السردية العربية الأولى والباكرة، والدكتوراه عن إدوارد سعيد، بعد يأس من مشروع الإبداع وظاهرة ضعف الاهتمام والوضع المأساوي للناس، وبعد عودتي للجامعة واشتغالي فيها اكتشفت أن الرهان على الإبداع أهم من أي جهد بحثي، ثم كتبت عملاً أدبياً ثالثاً بعد رواية صغيرة كتبتها أثناء الدراسة الجامعية بعنوان «اعترافات غائب» في عام 1994، وفي عام 2008 أنجزت روايتي «القادم من القيامة»، أما رواية «وارث الشواهد»، فتتحدث عن عودة فلسطيني 67، و48 إلى الداخل، أشبه ما تكون بعودة الميت، فبطل الرواية عاد بجدّه ميتا إلى «عين حوض». من هم أبطال رواياتك وأين تجدهم ؟ أحاول أن أتناول في أعمالي زاوية مغلقة جداً وتراجيدية وفيها مساءلة فلسفية لكثير من الأشياء، فالأبطال غالباً ما يكونون من هذا النوع، إما ببراءتهم، أو بعقدهم، حتى الرواية الأولى كانوا جميعهم أبطالاً من نفس الجيل، لكنهم ذهبوا إلى أمكنة مختلفة، أحدهم ذهب إلى القبر، وآخر إلى المنفى، والثالث بقي موظفاً ثم انتحر على حاجز عسكري.أما بطل رواية «وارث الشواهد» فهو مؤرخ يحاكم براءته على ضوء عقد التاريخ، فيقدم آراء فلسفية في تاريخ الديانات وتاريخ الوجود وفي تاريخ الإنسانية، وحتى في تاريخ الثورة الأوروبية الحديثة، يفكر في كل شيء والشخصية الأخرى طبيب يعاني القلق يتحول إلى كتابة الروايات، فالشخصيات دائما متورطة في أسئلة وجودية وإنسانية ولا تخلو من براءة مطلقة أحيانا. كيف تنظر إلى المشهد الثقافي في فلسطين؟ المشهد الثقافي في فلسطين يعاني حالة اغتراب، كمن أضاع كل مركباته القديمة، وليس أمامه طرق جديدة، فالثقافة الفلسطينية التي ارتهنت برهانات كبرى، قومية وشيوعية، وحتى إسلامية، جميعها تنهار وليس هناك رهان آخر، لذلك الفلسطيني الآن أشبه ما يكون بكائن عبثي يبحث عن نفسه كفرد، بدون هذه المرويات الكبرى، التصدي الكبير الذي واجهني وأنا أكتب رواية «وارث الشواهد» أني وجدت نفسي في اثنين، مأساة مزدوجة، أن تحس على المستوى الفردي بالعبثية المزدوجة، وبنفس الوقت أنت فلسطيني مرتهن لقضية تاريخية، لذلك دائماً أقول لا يوجد شيء اسمه أدب فلسطيني، يوجد أدب إنساني بتموضع فلسطيني، أي يتحدث عن الزمان والمكان الفلسطينيين. ماذا عن مشروعك الأدبي القادم؟ أن أكتب الجزء الثالث من «القادم من القيامة» و«وارث الشواهد»، وتسيطر عليّ فكرة أن أرسم أدبياً لوحة للمنفى الفلسطيني، وأن أعرف اللجوء والابتلاع، وهذا النوع الجديد من الاستعمار، استعمار الإلغاء واستعمار الهويات.

مشاركة :