تحدث فضيلة الشيخ عبدالله بن سالم المناعي خطيب جامع الخالد بالمنامة في خطبته ليوم الجمعة أمس وقال: «العلم والعلماء مَطلَب شرعي قبل أنْ يكون مطلبًا بشريًّا، ولأجل هذه الامة البشرية جمعاء بعَثَ الله الرسل؛ لِيُصلحوا حياة الناس الدُّنيوية والأخروية، ورتَّبَ على الإصلاح الخاصِّ الثوابَ الجزيل، فكيف تكون مصلحًا مقتديًا في مهمَّة الرُّسل عليهم الصَّلاة والسَّلام والغاية مِن إرسالِهم؟ فالرُّسل عليهم الصَّلاة والسَّلام هم القدوة للمُصْلِحين وهم المصلحون، فهم المصلحون الأوَّلون فكيف تكون مصلحًا داعيًا إلى الله وهي مهمة الرسل عليهم الصلاة والسلام، هم القدوة في تبصير الناس وتعليمهم امور دينهم ودنياهم فدعوتُهم قائمة على الدَّعوة إلى إخلاص العبادة لله وحدَه، وعدم إشراكه أحدًا من خلْقِه. العلماء الربانيون المصلحون الأوَّلون واضحون في دَعْوتِهم، يبيِّنون للنَّاس دعوتَهم حتَّى في الأمور العِظام الَّتي تتسبَّب في تعرُّضهم للعداوة والأذى، فمَن يتعامل معهم ويُحاورهم، يعرف ما عندهم لأوَّل وهلة، العلماء الإصلاحيُّون الأوَّلون قدوة لِمَن أتى بعدَهم فلا يُمكن أن يكون الشخص إصلاحيًّا إلاَّ إذا ترسَّم خطَّ الرُّسل، وكانت دعوته مطابِقة لِدَعوتِهم.فالعلماء الربانيون العاملون في هذه الأمة عُلَماء عاملون يردُّون الناس إلى جادَّة الصواب، فيُحْيون ما انْدَرَس من شرائع الإسلام، اشتغلوا بالعلم الشرعيِّ تعلُّمًا وتعليمًا، فعرفوا الحقَّ، فسعَوْا جاهدين لتصفية الإسلام مِمَّا علق به في باب الاعتقاد والعبادات والمعاملات والسُّلوك، فعمل المصلحين في هذه الأمَّة هو تَحْكيم الكتاب والسُّنة في حياة الناس، وليس الإتيان بدين جديد يوافق أهل العَصْر، فدين الله الذي رَضِيَه لِخَلْقِه صالِحٌ للخَلْق كلِّهم إلى قيام الساعة، والسِّمةُ المشتركة للمجدِّدين من هذه الأمَّة هو الصَّلاح الظَّاهر المُوافق للسُّنة والعلم الشرعيِّ، والثَّبات على الحقِّ، والوسطية في الدَّعوة بين الغلُوِّ والتفريط، وهذا ظاهرٌ باستعراض الإصلاحيين في هذه الأمَّة».
مشاركة :