قال الشيخ عبدالله المناعي في خطبة الجمعة: كل الاعمال التي يقوم بها الانسان يوميا في حياته العادية الرتيبة من الاعمال الصالحة إذا اديت وفق الشريعة وقصد بها وجه الله سواء كانت كبيرة أو صغيرة في اعمال جوارح أو قلوب فإنه يؤجر عليها، فلا تحقرن أخي المسلم من اعمال الخير شيئا ولو قليلا. ومن الأعمال الصالحة ما يستفيد منه صاحبه ويمتد أجره إلى ما بعد الممات كالصدقة الجارية والعلم النافع والذرية الطيبة، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم. والأعمال الصالحة دائرة واسعة وجوانبها متعددة، فالشهادتان التي يرددهما المسلم كل يوم أعمال صالحة والصلوات المفروضة والمندوبة أعمال صالحة قال تعالى: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من اليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) (سورة هود-114). والصيام المفروض والمندوب اعمال صالحة عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفًا) أخرجه البخاري. ومن الاعمال الصالحة النفقات المالية المفروضة والمندوبة قال تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضعف لمن يشاء والله واسع عليم)(سورة البقرة -361). ومن الاعمال الصالحة المتابعة بين الحج والعمرة لما روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وآله وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) أخرجه البخاري. الحج قادم على الابواب ويجب على الفور عند اكثر اهل العلم اي اذ استطاع المسلم وكان قادرا صحيا وماليا فلا يجوز له تأخير الحج إلى سنوات قادمة فإنه ان مات قبل الحج تكاسلا وهو يستطيع وقع في الوعيد الشديد كما جاء في الحديث الشريف: (من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا). والاعمال الصالحة لا تتوقف عند حد، فبر الوالدين وصلة الارحام والعطف على الايتام والمساكين والضعفاء والمحتاجين اعمال صالحة يتفاوت الناس في ثوابها بقدر تفاوتهم في تأديتها قال تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) (سورة التوبة-105). ومن الاعمال الصالحة الأذكار وقراءة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم العلم النافع قال تعالى: (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا) سورة الإسراء-11. ومن الاعمال الصالحة الشفاعة الحسنة تفك بها أسيرا أو تحقن بها دما أو تجر بها نفعا أو تدفع بها مكروها قال تعالى: (من يشفع شفعة حسنه يكن له نصيب منها) سورة النساء 85. سارعوا إلى الخيرات وتنافسوا في فعل العبادات وجليل القربات تفوزوا من الله بعظيم الاجور والهبات وتكونوا من عباد الله الصالحين المنعوتين من ربهم بجميل الصفات قال تعالى: (وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم) سورة التوبة – 99 -88.
مشاركة :