استهدف المحتجون في مدن الجنوب العراقي الأهداف السياسية والدبلوماسية والرمزية الإيرانية ورددوا شعارات تدعو إلى التصدي للوجود الإيراني في العراق. وانطلقت تظاهرات كبيرة أمس، بمشاركة الآلاف في محافظتي البصرة وذي قار جنوبي العراق، فيما أعرب متظاهرون في بغداد عن تضامنهم وحاولوا اقتحام المنطقة الخضراء. ورغم إعادة رفع صورة الزعيم الإيراني آية الله الخميني بعد ساعات على إحراقها في إحدى ضواحي مدينة البصرة من قبل متظاهرين غاضبين، فإن مجموعة من شباب مدينة الحلة هتفوا بصوت واحد (الباسيج انطلعه... ومنين اجانه انرجعه) في إشارة واضحة إلى وجود عناصر من الباسيج الإيراني انتشرت في بعض المدن العراقية. وقالت مصادر في مدينة السماوة العراقية (300 كم جنوب بغداد) إن محتجين غاضبين ألقوا القبض على عنصرين من عناصر الباسيج كانا قد تسللا إلى المدينة وأطلقا النار على المتظاهرين لخلق حالة من الشد بين الأجهزة الأمنية والمحتجين بهدف استدراج الطرفين إلى مواجهات دامية قد تترتب عليها نتائج خطيرة. رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي زار بنحو مفاجئ مقر هيئة الحشد الشعبي. وقال مصدر في الهيئة لـ«أخبار الخليج»: إن العبادي طلب من قادة الفصائل المسلحة المرتبطة بالحشد عدم الاقتراب من ساحات الاحتجاج وترك عملية حفظ الأمن لأجهزة الأمن الحكومية المخولة بذلك. وبيّن المصدر أن العبادي تلقى معلومات عن خطط وضعتها فصائل شيعية مسلحة تقضي بمواجهة المحتجين وإطلاق الرصاص عليهم في حال بلغ حرج الموقف الأمني درجة تهدد النظام السياسي في العراق برمته.
مشاركة :