ذكرت صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية أن استمرار سيطرة الحوثيين على اليمن، رغم محاربتهم من قبل قوات إماراتية وسعودية مدعومة أميركياً، يبعث رسالة صعبة إلى واشنطن، مفادها أن جيوشاً عربية مسلحة بأسلحة ومعلومات استخباراتية أميركية لم تنجح في دحر وكلاء طهران في الشرق الأوسط.ونقلت الصحيفة عن محللين عسكريين وسياسيين قولهم إن البيت الأبيض من المؤكد أنه يحاول جاهداً فهم هذه المشكلة أو حلها، مع دفع إدارة ترمب وحلفاء أميركا العرب إلى الاضطلاع بدور مركزي في تنفيذ وعود الرئيس الأميركي بمواجهة ولجم إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وأشارت الصحيفة إلى أن محدودية نهج واشنطن، حسب مصادر مختصة في الأمن القومي الأميركي، واضحة جداً في اليمن، حيث تشن أبوظبي والرياض هجوماً لا هوادة فيه على مدينة الحديدة الساحلية، والذي كان من المفترض أن يوجه ضربة قاصمة للظهر للتمرد الحوثي. وتابعت الصحيفة أنه مع توقف الهجوم الآن وبقاء سيطرة الحوثيين على المدينة ومينائها وأراضٍ أخرى، فإن الإيرانيين يستمتعون الآن بفشل التحالف ومن ورائه ترمب، أو يبتهجون على الأقل لحقيقة أن الغارات الجوية السعودية عجزت وحدها عن إنهاء وجود الحوثيين في اليمن. وقال جيرالد فايرستيان -السفير الأميركي السابق في اليمن- إن السعوديين ظنوا أن تفوقهم الجوي سيقضى على قوة الحوثيين، مضيفاً أن الرياض وحلفاءها لم يفترضوا أن القتال ضد الحوثيين سيكون سهلاً عندما بدأت الحرب عام 2015، لكن لم يتوقعوا كذلك أن تدخل الحملة عامها الرابع. وتُتهم الرياض من قبل منظمات إنسانية باستعمال أساليب قاسية في حربها بإلقاء قنابل عنقودية محرمة دولياً، ورغم ذلك فإن الحرب الظبيانية-السعودية فشلت في إزاحة الحوثيين من معاقلهم في اليمن، وأدت إلى واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم. وأشارت كاثرين زيمرمان -كبيرة محللي شؤون الشرق الأوسط في معهد «إنتربرايز» الأميركي- إلى وجود خطأ استراتيجي في تقدير القوة الجوية السعودية، وما إذا كان الحوثيون سيتراجعون. وأضافت زيرمان أن قادة أبوظبي والرياض ظنوا أن الحملة الجوية العنيفة ستجلب الحوثيين على الأقل إلى مائدة التفاوض، لكن ما ظهر هو أن العملية «قوت عزيمة» المتمردين. ولفتت المحللة -التي زارت مناطق اليمن التي تسيطر عليها الإمارات والسعودية، في مارس الماضي- إلى أن خطوط القتال تجمدت، مشيرة إلى خوف أبوظبي والرياض من نشر قواتهما البرية في الصراع، والاعتماد على القوة الجوية عوضاً عن ذلك.;
مشاركة :