بمناسبة احتفال مصر هذه الأيام بذكرى ثورتى ٢٣ يوليو ١٩٥٢ و٣٠ يونيو ٢٠١٣، تنبغى الإشارة إلى أن أبطال الثورتين كانوا أربعة: الشعب والرئيس والجيش والشرطة، وكان النصر حليف الثورتين بفضل إرادة الشعب المصرى وشجاعة ووطنية قائدى الثورة: ناصر والسيسي، وبفضل مساندة الجيش والشرطة حققت الثورتان أمل الأمة.وهناك ملامح مشتركة للثورتين منها؛ مواجهة التحديات والمؤامرات الأجنبية، والتصدى لإرهاب جماعة الإخوان، وأيضًا الشعبية الجارفة لقائدى الثورتين.والبداية فى ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ عندما ساند الشعب ثورة الجيش بقيادة جمال عبدالناصر ضد الاحتلال والاستبداد والفساد، ونجحت الثورة فى تحقيق أهدافها فى الحرية والاستقلال واسترد الشعب حقوقه المسلوبة مثل قانون الإصلاح الزراعى الذى انتصر للفلاح ضد الإقطاع والرأسمالية، وشيد عبدالناصر العديد من المشروعات القديمة مثل: السد العالى ومصنع الحديد والصلب بمساندة الأصدقاء فى روسيا.وفى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ قام الشعب المصرى بأعظم ثورة فى تاريخ البشرية ساندها الجيش بقيادة وزير الدفاع آنذاك الفريق أول عبدالفتاح السيسى والشرطة أيضًا، وحققت الثورة أعظم إنجازين: الأول إسقاط الحكم الفاشى والدينى للمرشد وجماعته الإرهابية، والثاني: إفشال المخطط الصهيو - أمريكى باستخدام الإخوان الخونة لإسقاط الدولة الوطنية، وتعهد السيسى للشعب بأن الجيش والشرطة سوف يساندان ثورته، ونجحت الثورة بفضل إرادة الشعب المصرى ومساندة قائد مصر وخير أجناد الأرض للثورة، واستطاعت مصر أن تقهر التحديات وتهزم المؤامرات.وكان من أبرز ملامح الثورتين هو مواجهة التنظيم الإرهابى للإخوان، وقد ظهرت أدبيات الإخوان من الانتهازية والخيانة، وبيع الأوطان من أجل الحكم أو السلطة وتجلى ذلك فى العصر الملكي، وبعد الثورة أيقن عبدالناصر -كما قال- «إن الإخوان ملهمش أمان» بعد تجنيدهم من قبل المخابرات البريطانية ثم الأمريكية، من أجل أن يكونوا شوكة فى قلب الوطن، وعندما فشلت مؤامراتهم فى القفز على السلطة، لجأوا للعنف والقتل والحرائق والتدمير، واغتالوا بعض رجال الحكومة والحكمدار ورجال القضاء، ثم حاولوا اغتيال الزعيم جمال عبدالناصر فى المنشية، فقرر عبدالناصر القضاء عليهم، وأعدم بعض قياداتهم من الخونة، وطرد بعضهم خارج البلاد.وفى عام الرماد الذى تولت فيه الجماعة الإرهابية حكم مصر بالتزوير، والترويع والتهديد كانت مصر قاب قوسين أو أدنى من انهيار الدولة الوطنية بعد محاولتهم النيل من المؤسسات السيادية مثل الجيش والشرطة والقضاء، وعندما استشعر الشعب المصرى خطر الإرهابيين على مصر، قاموا بثورتهم فى ٣٠ يونيو، وأسقطوا النظام الفاشى، والعميل للإخوان، كما أفشلوا مخطط أمريكا وإسرائيل بانهيار مصر وتقسيمها، وبعد الثورة استشعر وزير الدفاع آنذاك السيسى أن الجماعة الإرهابية سوف تمارس أدبياتها فى القتل والتخريب، طالب الشعب بالنزول لمنحه تفويضًا لمواجهة الإرهاب، والتطرف الإخوانى من خلال القوات المسلحة والشرطة، ونزل أكثر من ٣٠ مليون مواطن، ومنحوا وزير الدفاع التفويض، وبفضل شجاعة وجسارة أولاد مصر من رجال الجيش والشرطة أصبحت مصر آمنة ومستقرة، وتم القضاء على أكثر من ٩٥٪ من الخلايا الإرهابية فى سيناء، والوادى بعد تدمير البنية التحتية للإرهاب واستهداف قيادات التنظيم الإرهابى بدءًا من عمليات حق الشهيد، وانتهاءً بالعملية العسكرية الشاملة «سيناء ٢٠١٨» التى حققت نتائج غير مسبوقة فى استئصال جذور الإرهاب.وقد اتخذت مصر فى مواجهة التنظيم الإرهابى للإخوان شعار القوات المسلحة: «يد تبنى ويد تحمل السلاح» منهجًا وأسلوب عمل، ففى الوقت الذى كانت فيه مصر تواجه إرهاب الجماعة، وتحقق النصر تلو النصر من أجل كسب معركة الوجود والبقاء، كانت اليد الأخرى لأبناء مصر تبنى وتعمر وتشيد العديد من المشروعات القومية العملاقة فى الإسكان والزراعة والصناعة والكهرباء وقناة السويس الجديدة ومحور قناة السويس وإنشاء ١٥ مدينة جديدة، بالإضافة إلى شبكة طرق بلغت ٧ ملايين كم.وكان من أهم ملامح ثورتى ٢٣ يوليو و٣٠ يونيو، الشعبية الجارفة التى تمتع بها زعيما الثورتين: ناصر والسيسي، والتى كانت السبب الرئيسى فى نجاح الثورتين وانتصار مصر على التحديات والمؤامرات التى واجهتها فى الداخل والخارج.تحية لثورتى ٢٣ يوليو ٥٢، و٣٠ يونيو ٢٠١٣ وللشعب المصرى ولقائدى الثورتين: جمال عبدالناصر وعبدالفتاح السيسى، وأيضًا للجيش والشرطة حُماة الوطن ودرعه وسيفه.
مشاركة :