أكد رئيس شركة «أرامكو» السعودية أمين الناصر، أن «أرامكو» تسعى ضمن استراتيجياتها أن يتم تحويل 2 إلى 3 ملايين برميل من إنتاجنا من النفط إلى كيماويات. مبيناً أن صفقة الاستحواذ على حصة استراتيجية من شركة «سابك» يأتي ضمن هذه الغاية، مؤكدا أن لدى «أرامكو» خططا للاستحواذ على شركات عالمية تخدم هذا الهدف. وقال الناصر: «الشركة قامت بإنجازات كبرى عدة، خلال السنوات الخمس الماضية لتنمية قطاع الكيماويات، منها مشاريع عملاقة تم إنشاؤها، مثل مشروعي «صدارة» و«بترورابغ»، ومنها مشاريع تم الاستحواذ على حصة استراتيجية منها، مثل شركة «لانكسيس» المشهورة بامتيازها في صناعة المطاط الاصطناعي، وقبل حوالى سنة ونصف تم إعلان مشروع عملاق مشترك مع «سابك» بطاقة 400 ألف برميل في اليوم، لتحويل النفط إلى كيماويات، وكذلك أعلنت الشركة استثمارها في مشروع تقني سيحقق نقلة نوعية بتحويل النفط الخام مباشرة إلى كيماويات، بنسبة 70 إلى 80 في المئة. وتتضمن جميع مشاريع «أرامكو» السعودية العالمية في مجال التكرير هدفاً كبيراً، يتمثل بتحويل نسبة عالية من النفط الخام إلى كيماويات، مثل المشروع المشترك في الهند وماليزيا، وكذلك استثمارات شركة «موتيفا» المستقبلية في الولايات المتحدة الأميركية، والصفقة المحتملة للاستحواذ على حصة استراتيجية في «سابك» تأتي ضمن خطة بدأتها الشركة منذ سنوات عدة، وتنظر فيها إلى جميع الخيارات المحلية والإقليمية والعالمية». وأضاف: «تبحث (أرامكو) كل الفرص الاستثمارية المتاحة، على الصعيدين الوطني والعالمي، لتنمية أعمالها في مجال الكيماويات، بما يتوافق مع استراتيجياتها، وتأتي في هذا السياق الصفقة المحتملة للاستحواذ على حصة استراتيجية في «سابك»، وهي الشركة السعودية المرموقة التي تعد الثالثة عالمياً، والتي تربطها مع «أرامكو» السعودية علاقات مميزة منذ بداية تأسيسها». وشدد الناصر على أن صفقة «سابك» تُضيف لـ«أرامكو» فوائد عدة، منها زيادة القيمة المضافة من كل برميل، وتنويع مصادر الدخل، وتأمين مصدر لتسويق إنتاجنا الضخم من النفط على المدى البعيد، خارج قطاع النقل. فحالياً غالبية استهلاك النفط العالمي يتم في قطاع النقل، واستحداث أثر إيجابي في ما يتعلق بالتغير المناخي، لأن الاستخدام النهائي للنفط في مجال الكيماويات وليس في مجال المحروقات يساعد في خفض انبعاثات الكربون. وأشار الناصر إلى أن صفقة شراء حصة من «سابك» ماتزال في مرحلة أولية وباكرة جدا في المناقشات. ولا شك في أن إجراءات الاستحواذ تأخذ وقتها، وخصوصا إذا كانت الصفقة كبيرة، مضيفاً: «مناقشات الصفقة لا بد أن تأخذ إجراءاتها ومراحلها، وإضافة إلى ذلك، هناك أنظمة سوق المال ذات العلاقة بعمليات الاستحواذ، وينبغي أخذها في الاعتبار، وإذا ما اكتملت الصفقة المحتملة، أخذاً بالاعتبار الأنظمة ذات العلاقة، فإن ذلك حتماً سيكون له تأثير في الإطار الزمني لخطة طرح جزء من «أرامكو» السعودية للاكتتاب، وكما أشرت، في لقاءات سابقة، متى تكن «أرامكو» السعودية جاهزة يبقَ توقيت طرح جزء منها للاكتتاب قراراً من الدولة». وواصل: «وإضافة إلى ذلك تعزز الصفقة المحتملة مع «سابك» أو غيرها من الشركات الملائمة في مجال الكيماويات موقع «أرامكو» السعودية التنافسي في زيادة الابتكار وتعميق سلسلة التصنيع، إلى المنتجات المتخصصة عالية القيمة، وتحقيق أعلى قدر ممكن من القيمة المضافة على كل برميل نفط وكل قدم قياسية مكعبة من الغاز تنتجها الشركة».
مشاركة :