الإسلام يحث على التعامل الراقي مع الكافرسلمان بن زيد بن مبارك الرشود* مما سعى إليه الإسلام التعامل الراقي مع جميع أبناء البشرفيشرع للمسلم التعامل مع غيرالمسلم في أمور كثيرةفتكون الدعوة إلى الله بالتي هي أحسن ويكون ذلك على بصيرة ويبين محاسن الإسلام وسماحته فهذا هو أعظم الإحسان إليه قال عليه الصلاة والسلام لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه لما بعثه إلى خيبر ( فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ) وقال صلى الله عليه وسلم ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا )كما أنه يجب على المسلم أن يعطي غير المسلم حقوقه وأمواله فلايجوز أن يظلمه في نفسه وفي ماله وولده ولافي عرضه فيؤدي إليه حقه ولا يخونه ولا يغشه فلقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه اشترى من الكفار عباد الأوثان واشترى من اليهود وأعطاهم حقوقهم وقد توفي عليه الصلاة والسلام ودرعه مرهونة عند يهودي في طعام اشتراه لأهلهكما أن على المسلم أن يحسن إلى الكافر : الجوار إذا كان جارا له فلا يؤذيه في جواره بل يجوز أن يتصدق عليه إذا كان فقيرا وينصحه فيما ينفعه لأن ذلك يحببه في الإسلام بل بذلك يظهر سماحة الإسلام بل يجب معاملته بالحسنى قال تعالى( لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين )قال الإمام القرطبي: هذه الآية رخصة من الله تعالى في صلة الذين لم يعادوا المؤمنين ولم يقاتلوهم.وفي الحديث الصحيح عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن أمها وفدت عليها بالمدينة في صلح الحديبية وهي مشركة تريد المساعدة فاستأذنت أسماء النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك هل تصلها فقال : ( صليها )بل إن النبي صلى الله عليه وسلم أكل من طعام اليهود فطعامهم حل لنا كما قال سبحانه وتعالى( وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم )فعلى الجميع التحلي باللين والخلق الحسن والرقي في المعاملة حتى نجد الأثر في ذلكوفق الله ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهما الله ورزقهما البطانة الصالحة ووفق الجميع لما يحبه ويرضاهكما أسأله جل وعلى أن يديم على بلادنا الأمن والأمان ورغد العيش وأن يرد كيد الكائدين وحقد الحاقدين في نحورهم وأن يشغلهم في أنفسهم *إمام وخطيب جامع القاسم بمكة المكرمة
مشاركة :