تل أبيب - وكالات: ذكر تقرير أعده الكاتب الأمريكي اليكساندير جريفنج لصحيفة هارتس الإسرائيلية بعنوان لماذا مع ذلك لم تتمكن السعودية وأسبرطة الصغرى (الإمارات) من دحر إيران في اليمن؟ . أن السعودية والإمارات تملكان أسلحة متطورة (في المركزين التاسع والعاشر- على التوالي- عالميا في تصنيف الدول القوية) وهما تنفقان سنويا المليارات على التسليح بحيث أصبحتا من أفضل الدول شراء للسلاح، ولكن مع ذلك نجح مقاتلو ميليشيات الحوثي إحباط مساعيهما في اليمن مع مستهل العام الرابع لتدخلهما العسكري في اليمن. وتابعت الصحيفة مع ذلك، فان قيود السعودية عسكريا معروفة، فرغم الموازنة الهائلة المخصصة لشراء السلاح، إلا أنها تعاني من نقص الخبرة، والاعتماد على الولايات المتحدة في التزود بالسلاح، ومن نقص الموارد البشرية. ونقل الكاتب عن الدكتور يؤيل جوزانسكاي كبير الباحثين في مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي قوله في تصريحات خاصة أن الإمارات والسعودية لم تخوضا حربا منذ ١٩٩١ ومن ناحية أخرى نجد أن للحوثيين عقودا من الخبرة في خوض حرب العصابات (الغوريلا) البرية، والتي هي غاية في الصعوبة. واستذكرت الصحيفة أن الرياض وأبوظبي وعدتا بحملة عسكرية خاطفة وسلسة في اليمن، قبل أن يتضح الآن أنها الأكثر اشتعالا، منوهة إلى أن أعضاء التحالف العربي ضد الحوثيين يزعمون أن الهدف الرئيسي هو قطع الإمدادات عن هذه المجموعة - المدعومة إيرانيا- وإجبارهم على القدوم إلى طاولة المفاوضات، ومع ذلك فإن القليل من التقدم على هذا الصعيد، قد أحرز، منذ الحملة التي بدأت في الـ ١٢ من الشهر الماضي لاستعادة ميناء الحديدة الاستراتيجي. ويرى جوزانسكاي أن الإمارات وليست السعودية، هي التي تقوم بالجزء الأهم من الحملة العسكرية ضد الحوثيين في اليمن. منوها إلى أن السعوديين يقومون بالدعم الجوي، في حين أن الإمارات هي من تقود القوات الحقيقية برياً، مع الإشارة إلى أن معظمهم مرتزقة من دول إفريقية، يشكلون قوة مقاتلة من الممكن الركون إليها. وأضاف جوزانسكاي أن الإمارات حظيت من قبل وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس بلقب أسبرطة الصغرى كنوع من التقدير لكل ما فعلته، وما هي قادرة على فعله، منوها إلى أن الإماراتيين، وعلى عكس السعوديين، اكتسبوا خبرة عسكرية تنفيذية في بلاد مثل أفغانستان والصومال والبوسنة، والقوات الإماراتية على الأقل في جزء منها، يقوده الجنرال الأسترالي مايك هندمارتش وهو القائد الحالي للحرس الرئاسي الإماراتي. وأوضح جوزانسكاي للصحيفة أنها الدولة العربية الوحيدة التي فتحت قاعدة عسكرية لها خارج حدودها، مع قوات جوية وبرية في أريتريا، وتسعى إلى إقامة قواعد عسكرية أكثر في البحر الأحمر وليبيا. ولفتت الصحيفة النظر إلى أنه مع ذلك، يوجد منتقدون داخل الإمارات لتدخل بلادهم في الحرب على اليمن، وهو ما برز من خلال تقارير صحفية تحدثت عن انشقاق إماراتي خشي على حياته بعد انتقاده السلطات الإماراتية بسبب قرارها شن الحرب في اليمن، واتهم السلطات الإماراتية بمحاولة إخفاء العدد الحقيقي للقتلى في صفوف الجنود الإماراتيين في اليمن. ولفت الباحث جوزانسكاي النظر إلى أن ولي العهد السعودي يخشى من سقوط ضحايا في صفوف جنوده، وهو ما يفسر عدم قيام السلطات السعودية بالإعلان عن أي إحصاء رسمي لعدد الجنود السعوديين القتلى في حرب اليمن. وخلصت الصحيفة إلى أن عدم قدرة التحالف العربي في اليمن على الانتصار أو حتى التقدم يوجد له تفسيران: أولا: تمركز الحوثيين الجيد لصد أي قوات أجنبية، وثانياً: معاناة العسكريين السعوديين من عدم الفاعلية، مضيفة: هذا على الرغم من كل جهود الإمارات لاستثمار قوتها في الحرب على اليمن.
مشاركة :