دولة الإمارات.. عاصمة عالمية لتمكين «أصحاب الهمم»2

  • 7/23/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم: حصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع تتوافق الأهداف السامية للأولمبياد الخاص، الذي نحتفل هذه الأيام باليوبيل الذهبي لانطلاقه في شيكاغو عام 1968، مع توجهات دولة الإمارات، الرامية إلى تمكين وإدماج أصحاب الهمم، وصولاً إلى مجتمع متلاحم ومسؤول ومشارك في التنمية الاجتماعية، ولذا فإن دولة الإمارات حريصة منذ نشأتها، على أن تكون جزءاً من الحراك العالمي لدعم وتمكين أصحاب الهمم من حقوقهم وإدماجهم في أشكال الحياة التعليمية والاقتصادية والاجتماعية، حيث انضمت الدولة وصادقت على اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. وعكست هذا الانضمام بشكل واضح على مستوى القوانين والقرارات الوزارية والسياسات الوطنية، فقد أقر القانون الاتحادي رقم (29) لسنة 2006 بشأن حقوق المعاقين، مجموعة كبيرة من الحقوق لهم، وحدَّد التزامات وزارات ومؤسسات وهيئات الدولة تجاه هذه الفئة المهمة من نسيج المجتمع، فيما يعتبر قانون حقوق الطفل في دولة الإمارات أحد أشكال القوانين التي تكفل حقوق الأطفال بمن فيهم أصحاب الهمم، حيث نص القانون على اتخاذ تدابير إضافية لحماية الأطفال في حال كانوا من أصحاب الهمم. واستكمالاً لمساعي صيانة الحقوق، والاندماج، والتمكين، تعمل وزارة تنمية المجتمع في دولة الإمارات حالياً على إعداد سياسة شاملة لحماية أصحاب الهمم من أشكال الإساءة والإهمال وسوء المعاملة وذلك بالتعاون مع مجموعة من الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والأهلية ذات العلاقة، تتضمن مبادرات مشتركة للوقاية من أشكال الإساءة، وسبل الكشف المبكر عنها، وطرق التأهيل والعلاج في حال وقوعها. وسيراً على نهج قيادتنا الرشيدة التي أولت الاهتمام بكل شرائح المجتمع، أطلقت حكومة دولة الإمارات، السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم في الدولة، والتي تقوم على ستة محاور أساسية هي (الصحة وإعادة التأهيل، التعليم، التأهيل المهني والتشغيل، إمكانية الوصول، الحماية الاجتماعية والتمكين الأسري، إضافة إلى الحياة العامة والثقافة والرياضة)، وترمي هذه السياسة إلى إيجاد مجتمع دامج، خالٍ من الحواجز، يضمن التمكين والحياة الكريمة لأصحاب الهمم وأسرهم، من خلال رسم السياسات وابتكار الخدمات التي تحقق لهم التمتع بـجودة حياة ذات مستوى عالٍ، والوصول إلى الدمج المجتمعي. وبناء على هذه السياسة ورسالتها الإيجابية للمجتمع، تم تغيير مسمى الأشخاص ذوي الإعاقة في دولة الإمارات ليكون (أصحاب الهمم) باعتبارهم أشخاصاً لديهم الدافعية والعزم على المشاركة المجتمعية والبناء وتحقيق أفضل الإنجازات، ومواجهة تحدّيات الحياة بروحٍ إيجابية. وتأتي الاستضافة المنتظرة للعاصمة الإماراتية أبوظبي لدورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص 2019 تتويجاً للجهود الحثيثة التي تبذلها دولة الإمارات من أجل المساهمة في تمكين ودمج أصحاب الهمم عالمياً، عبر إطلاق العنان للقدرات الإنسانية لهذه الفئة والتأكيد على الدور البارز للرياضة وتأثيرها كقوة تحدث تحولاً ملحوظاً في حياة الأفراد وتنشر البهجة والسعادة كل يوم في جميع أنحاء العالم، وتتطابق هذه الأهداف مع رؤية دولة الإمارات التي تعد بحق بلداً للتسامح والسعادة باستضافتها على أراضيها مقيمين من أكثر من 200 جنسية يتعايشون ويعملون معاً في سلام وآمان وتناغم وسعادة، وليس خفياً أن حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة استحدثت مؤخراً وزارتين إحداهما للتسامح والأخرى للسعادة سعياً منها لتعزيز القيم المجتمعية البناءة ونشر السعادة في قلوب المقيمين على أرضها من مختلف الجنسيات والأعراق والأديان. إن فوز أبوظبي باستضافة هذا الحدث العالمي المهم، يؤكد على المكانة المرموقة التي تتمتع بها دولة الإمارات على الساحة الدولية في تمكين ودمج أصحاب الهمم، وكذلك في مجال المسؤولية المجتمعية ودعم المشاريع الإنسانية لتصبح العاصمة الإماراتية أبوظبي أول مدينة في الشرق الأوسط تستضيف دورة الألعاب الإقليمية والعالمية للأولمبياد الخاص في غضون سنة واحدة فقط، لتستقطب أكثر من 7 آلاف رياضي من أصحاب الهمم من ذوي الإعاقة الذهنية من أكثر من 170 دولة حول العالم، يتنافسون في 24 لعبة، وبمشاركة 200 ألف متطوع. ولا شك أن الاحتفال باليوبيل الذهبي لانطلاق الأولمبياد الخاص، فرصة مناسبة لإعادة الفضل إلى أهله، وكذلك لنتذكر الدروس الملهمة التي تعلمناها من السيدة يونيس كينيدي شرايفر التي بدأت عام 1962 في تنظيم سلسلة من المخيمات الصيفية لأصحاب الهمم من ذوي الإعاقة الذهنية في حديقة منزلها الخلفية في ضواحي واشنطن العاصمة، وسرعان ما توسعت مبادرة السيدة شرايفر المناصِرة لأصحاب الهمم من ذوي الإعاقة الذهنية والمؤمنة بتمتعهم بقدرات تمكنهم من عيش حياة أكثر إنجازاً والمشاركة في مجتمعاتهم بصورة أكبر، إلى أن توجت هذه الجهود في عام 1968، عندما أُقيم أول أولمبياد خاص في ملعب «سولجر فيلد» في شيكاغو، وشارك فيه 400 رياضي يتنافسون في أكثر من 50 لعبة، وكانت هذه بداية لواحدة من أكبر الثورات الاجتماعية في العالم يجني ثمارها الملايين من أصحاب الهمم في مختلف مناطق المعمورة.

مشاركة :