الرياض عبير الفهد كل ذنبهم في الحياة أنهم خرجوا إلى النور ليواجهوا ظلام تهمة "مجهولي النسب".. أب، أم، خطأ يقع فيه أحدهما فيرثه طفل لا حول له، يظل سنوات في محاولات مستمرة بحثًا عن أبسط حقوقه. قصص مؤثرة وروايات بعضها لا يصدق وبعضها قد يدفع للجنون بسبب الحزن على أحوال أطفال تسعى جمعيات خيرية لرعايتهم. "عاجل" بدورها توجهت إلى واحدة من هذه الجمعيات للحديث عن قضية "مجهولي النسب". في البداية.. روت مسؤولة بجمعية "الوداد"، المعنية برعاية الأطفال مجهولي النسب قصتين مؤثرتين، دفع ثمن أولاهما طفل في السابعة، واستفاد بالثانية رضيع منحه الله، حاضنة منذ أول يوم لولادته. وقالت مسؤولة بالجمعية التي (فضلت عدم ذكر اسمها)، إن احتضان هؤلاء الأطفال يمثل خدمة عظيمة للمجتمع؛ نظرًا لأنه يوفر لهذه الفئة الرعاية، ويمنحهم القدرة على الاندماج في المجتمع، موضحة أن الشرط الأول هو تغيير الاسم الأول والثاني للطفل من جانب العائلة المحتضنة ، مع منع إضافة اللقب ، وهذا الأمر ممنوع من الوزارة. وأضافت: "يمكن تبني الأطفال من قبل فتيات غير متزوجات لكن باستثناءات وضعتها الوزارة، التي تفضل أن يعيش الطفل وسط أسرة مستقرة، مكونة من أب وأم، لدينا قائمه بـ٦٠٠ ألف أسره عقيمة تحتاج أطفالًا، ونحن نقوم بالبحث عنهم حتى يحتضنوا الصغار الذي يحتاجون الرعاية". وأوضحت أن قائمة شروط الاحتضان تشمل: "ألا يتجاوز عمر السيدة المحتضنة ٥٠ عامًا؛ لأن الطفل يكون أقل من السنتين ويحتاج جهدًا لرعايته"، مضيفة: "الأطفال الموجودون لدينا مجهولو الأبوين، أما الشرط الثاني، فهو الإرضاع ، وفِي حالة عدم رغبة السيدة المحتضنة بالإرضاع نشترط أن تقوم سيدة من أهل الزوج بذلك مع الإناث. أما إذا كان ذكر، فتتولى سيدة من طرف الأم حتى يكون محرما عليها". وذكرت مسؤولة الجمعية أن عدد الأسر التي تبنت أطفالًا من الجمعية بلغ ٣٥٠ أسرة. أما الحاضنات غير المتزوجات فحالات استثنائية. وعن إدرار الحليب لغير المتزوجات، قالت إن ذلك يكون عن طريق مستوصف وأطباء نتعامل معهم ، مضيفة: "تأخذ الأم أعشاب معينة تؤدي للإدرار، ثم تقوم بإرضاع الطفل بالجمعية وأمام المختصات خمس رضعات مشبعات وبعد ذلك نبدأ بإجراءات الولاية، وهناك فتوى للشيخ عبدالله المنيع عضو هيئة كبار العلماء أكد فيها عدم وجود مانع من إدرار الحليب بمثل هذه الوسيلة للنساء غير المتزوجات ومن وصلن سن اليأس، مضيفًا أن الطفل يكون ولدها بالرضاعة إذا أرضعته خمس رضعات مشبعات. وشددت مسؤولة جمعية" الوداد" على أن "الاحتضان يكون للأم وصك الولاية والرضاعة أيضًا للأم، لافتة إلى أن الجمعية تشترط أن يتطابق لون بشرة الطفل مع لون بشرة الأم فَلَو كانت الأم بيضاء يستحيل أن توافق الجمعية على احتضانها لطفل أو طفلة من ذوي البشرة السمراء والعكس صحيح". وأضافت: " كما نحاول أن تكون ملامح الوجه قريبة؛ حتى لا يتعرض الطفل أو الطفلة للإحراج والأسئلة المزعجة من قبل المجتمع وحتى نجنب الأسر ذلك أيضًا ". وقالت إنه يجب إبلاغ الطفل أو الطفلة إنه محتضن لدى الأسرة ، مشيرة إلى أن البدء بإيصال هذه المعلومة يكون من عمر خمس سنوات وفِي السابعة يكون الطفل قد تبلغ تلقائيًا. وأشارت إلى أن الجمعية تعرضت لمشكلات وكوارث بسبب تبليغ الطفل في مرحلة المتوسط أو الثانوي . وذكرت مسؤولة جمعية "الوداد" أن هناك قصصًا مؤسفة مرت عليها، خلال تجربتها في هذا المجال، ومن ذلك أن سيدة قامت بإرضاع طفل واحتضنته واستخرجت صك ولاية؛ لكنها بعد انفصالها عن زوجها قامت بإرجاعه الى الجمعية وهو في السابعة . وقالت: "لم نستطع فعل شيء، فنحن لا نملك الحق في إجبار السيدة على مواصلة الاحتضان، ومصلحة الطفل لدينا هي الأولوية"، مضيفة: "هذا الطفل يسر الله له الحال، حيث حضرت سيدة كبيرة وقورة واحتضنته". ومن القصص التي لا تنساها مسؤولة الجمعية أن سيدة وضعت حملها، وبينما هي بالمستشفى ولد طفل مجهول الأبوين، فقامت بإرضاعه واحتضنته ، وعندما قامت بإرسال الصور الخاصة بالطفلين بعد فترة لم نميز بينهما . وتأسست جمعية "الوداد "، قبل 10 سنوات من أجل توفير الرعاية للأطفال مجهولي النسب ومن يفقدون أبويهم ، وفق شروط محددة تتولى وزارة الشؤون الاجتماعية مراقبة تنفيذها.
مشاركة :