لافروف في إسرائيل لبحث جنوب سورية والوجود الإيراني

  • 7/24/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

استكمالاً للمفاوضات غير المباشرة لتطبيع وضع إيران المعقد، أرسل الرئيس الروسي وزير خارجيته ورئيس أركان الجيش إلى إسرائيل لإجراء مباحثات «عاجلة ومهمة» حول سورية وتطورات العمليات العسكرية على حدودها، في وقت تضاربت ردود الفعل على عملية إجلاء عناصر «الخوذ البيضاء» من المنطقة الجنوبية. في إطار محاولاته لتطبيع الوضع تفادياً لمواجهة كبرى، كلف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزير خارجيته سيرغي لافروف ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف بالقدوم إلى إسرائيل لبحث الوضع في سورية والوجود العسكري الإيراني فيها. وفي بداية اجتماع لحكومته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بوتين طلب منه الاجتماع مع لافروف وغيراسيموف خلال محادثة هاتفية يوم الجمعة تناولت التطورات الأخيرة في الأزمة السورية. وأوضح نتنياهو أنه سيبلغ مبعوثي بوتين «إصراره على احترام اتفاق الفصل بين القوات (بين إسرائيل وسورية) مثلما تم احترامه على مدى عقود حتى اندلاع الحرب الأهلية في سورية»، مشدداً على أن «إسرائيل ستواصل التحرك ضد أي محاولة من إيران ووكلائها لترسيخ الوجود العسكري فيها». وأكد نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين أن زيارة لافروف «عاجلة ومهمة» وهدفها تأكيد رغبة موسكو في استمرار الحفاظ على الفصل بين القوات السورية والإسرائيلية على الحدود. وبعد إجرائه مباحثات هاتفية مع نظيره الأميركي مايك بومبيو تطورات الوضع في سورية، بحث لافروف في اتصال مماثل موضوع اللاجئين السوريين والأفكار الروسية المطروحة لتنظيم عودتهم» مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي. وفي ظل تصاعد مخاوف إسرائيل من محاولة الرئيس بشار الأسد انتهاك المنطقة المنزوعة السلاح منذ 1974 والسماح لحلفائه من إيران و»حزب الله» اللبناني بالانتشار قرب حدودها، التقى نتنياهو وبوتين مرات عدة خلال الأشهر الأخيرة في موسكو، وأجريا محادثات حول النزاع السوري والوجود العسكري الإيراني الدائم في سورية. قصف متبادل وغداة استهدافه مصنع صواريخ أرض- أرض قصيرة المدى تشرف عليه إيران في منطقة مصياف جنوب غرب مدينة حماة، فعّل الجيش الإسرائيلي نظام الدفاعي الجوي «مقلاع داود» لاعتراض قذائف صاروخية أطلقت من الداخل السوري وتسببت في دوي صفارات الإنذار في منطقة الجولان المحتلة. وفي مؤشر على التوترات المتزايدة، أعلنت إسرائيل للمرة الأولى عن إطلاق «المقلاع»، الذي صنع بالتعاون مع شركة «رايثيون» الأميركية، صاروخين من طراز «سلينغ» على صواريخ أُطلقت في إطار المعارك التي تدور في سورية. وللمرة الرابعة في شهر يوليو الجاري، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بـ «استهداف مركز للقوات إيرانية وعناصر حزب الله بمنطقة مصياف»، التي تضم أيضاً فرعاً لمركز البحوث العلمية ضربته إسرائيل في سبتمبر 2017 واتهمته واشنطن بالمساعدة في تطوير غاز السارين وتولى صنع السلاح الكيماوي للنظام السوري. «الخوذ البيضاء» إلى ذلك، نددت دمشق أمس بإجلاء المئات من عناصر «الخوذ البيضاء» من مناطق سيطرة فصائل المعارضة بجنوب سورية إلى الأردن استجابة لطلب دول غربية عدة، واصفة ذلك بـ«العملية الإجرامية». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أن «العملية الإجرامية التي قامت بها إسرائيل وأدواتها في المنطقة فضحت الطبيعة الحقيقية لتنظيم الخوذ البيضاء الذي قامت سورية بالتحذير من مخاطره». واعتبرت السفارة الروسية في إسرائيل أن إجلاء «الخوذ البيضاء» ينطوي على إيجابية واحدة هي تلاشي احتمال اختلاق عناصرها هجوماً كيماوياً في جنوب سورية. في المقابل، رحبت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت بالعملية. وقالت :»نقدر بعمق دور إسرائيل في تسهيل عبور الخوذ البيضاء وأفراد أسرهم، كما نثني على كرم الأردن في دعم عمليات نقلهم من قبل المفوضية والتزام المملكة المتحدة وكندا وألمانيا بتزويدهم وعائلاتهم بإقامات دائمة». الأسد والروس في غضون ذلك، وصل وفد من ذوي خمسة عسكريين روس قتلوا في سورية بدعوة من الأسد وعقيلته أسماء لزيارة قاعدة حميميم والنصب التذكاري لقتلى الجيش الروسي وقبر الجندي المجهول، إضافة للقاء مع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي والمفتي أحمد بدر الدين حسون وأبناء ضحايا الحرب. وتشرف على تنظيم زيارة الوفد الروسي رابطة «الإخاء القتالي» للمحاربين القدماء لعموم روسيا، والمنصة الوطنية لحزب «روسيا الموحدة»، والمجموعة البرلمانية الروسية لشؤون العلاقات مع البرلمان السوري، بدعم من وزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين. في موازاة ذلك، أعلن عضو البرلمان الأردني طارق خوري عن الإعداد لرحلة نيابية إلى سورية للقاء الأسد وحكومته ورئيس وأعضاء مجلس الشعب السوري بغرض ترتيب العديد من الأمور السياسية والاقتصادية، والعمل على فتح معبر نصيب الحدودي بشكل أساسي. «داعش» و«قسد» ميدانياً، فشلت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها في التقدم إلى حوض اليرموك الخاضع لسيطرة فصيل «خالد بن الوليد» المبايع لتنظيم «داعش» من محاور تل الجموع والشركة الليبية وقرية غدير البستان في ريف درعا الغربي. وفي بيان هنأ فيه قوات سورية الديمقراطية (قسد) على عملياتها الناجحة لتحرير الدشيشة، الممر الرئيسي للتنظيم بين سورية والعراق منذ 2013، أكد وزير الخارجية الأميركي أن مهمة واشنطن في سورية لم تكتمل بعد وما زال تدمير «داعش» يشكل أولوية ملحّة للرئيس دونالد ترامب وإدارته، مشيراً إلى أن اجتماع التحالف الدولي الأسبوع الماضي ناقش «المرحلة التالية من الحملة وضرورة تقاسم الأعباء خاصة، إرساء الاستقرار في المناطق المحررة». معركة إدلب ومع توجه الأنظار في دمشق إلى إدلب، أبدى الرئيس المشترك لحركة «المجتمع الديمقراطي» الكردي ألدار خليل الاستعداد للمشاركة في أي عملية عسكرية على معقل المعارضة الأخير في المحافظة، معتبراً أن «التوتر القادم سيكون عاملاً مساعداً ومهماً من أجل الحد من الدور التركي في سورية». المجاورة لتركيا. وتزامنت تصريحات خليل، التي عكست تقارب «قسد» مع النظام وإعلانها عن فتح مكاتب لها في دمشق واللاذقية وحمص، مع تأكيد عضو مجلس الشعب عن إدلب صفوان القربي أن تواصل المحافظة أكبر مما توقع الجميع وأن عودتها إلى فضاء الحكومة ستكون سريعة على غرار ما حصل في درعا والقنيطرة. وأوضح القربي، في تصريح لصحيفة «الوطن»، أن القسم الأكبر من إدلب سيعود بشكل هادئ وسريع وآمن ومريح، بينما مناطق «جبهة النصرة سابقاً» وغيرها ستحتاج إلى إجراء «جراحي قاس»، مشيراً إلى «ضرورة تأطير محاولات التواصل مع الأهالي داخل إدلب، عبر غرفة حميميم الروسية».

مشاركة :