على عكس سيرتها الفنية، هناك دائمًا جانب كان خفيًا عن التاريخ السياسي للفنانة المصرية تحية كاريوكا، التي وقفت يومًا ما ضد الملك، كما أنها تعلمت حمل السلاح للدفاع عن مصر أثناء العدوان الثلاثي، ورغم محبتها لجمال عبد الناصر اختلفت معه وكلفها ذلك الاعتقال.وفقًا لأرشيف جريدة الأخبار، فإن الصحيفة نشرت في عددها الصادر بتاريخ 7 نوفمبر1953، خبرا تحت عنوان "القبض على تحية كاريوكا ومصطفى كمال".وأثار الخبر وقتها جدلًا خاصة أنه اتهم كاريوكا التي لم تكن على علاقة جيدة بالملك بوجود أوراق خطيرة ومنشورات ضد الدولة، بعدها بدأت السلطات التحقيق مع "كاريوكا" ويوزباشي، يدعى "مصطفي كمال"، بتهمة الترويج لمبادئ هدامة، وإحراز مجموعة من المنشورات التي كانت معدة للتوزيع.وجاء في الخبر أن عملية القبض تمت في غرفة نوم الراقصة تحية، وكان معها فيها مصطفى كمال صدقي، وكان البيت كله مليئا بالمنشورات، والكتب التي تروج لهذه المبادئ الهدامة، لكنها رفضت الاتهامات، وألقت المسئولية الكاملة علي مصطفى كمال صدقي، الذي اعترف بأن تحية، لا دخل لها في الأمر كله، وورقة موقع عليها كل من: تحية ومصطفى، بأنهما زوجان، وقدمت القضية بتفاصيلها الغريبة والمثيرة أمام المحكمة العسكرية.ولم يدفع ما حدث تحية كاريوكا لمعاداة عبد الناصر لكنها استمرت في نشاطها، حتى أنها تدربت على حمل السلاح خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وخلال حرب 1967، ولقد كانت تحية مناضلة نقابية من الدرجة الأولى، حيث قادت إضراب نقابات المهن الفنية، ضد قانون اعتبرته جائرًا بحق الفنانين.بعد مرور 3 سنوات عاد الصفاء بين «تحية» وثورة يوليو في العام 1956، وهي السنة التي عاد فيها أيضًا الصفاء بين الثورة وسائر المصريين بعد قيام عبدالناصر بتأميم قناة السويس.
مشاركة :