مي سكاف غادرتْ الدنيا وظلّت على قيد الأمل

  • 7/24/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

«لن نفقد الأمل، إنها سورية العظيمة وليست سورية الأسد». بهذه العبارة التي دونتها عبر حسابها الشخصي في «فيسبوك»، وضعت الفنانة السورية مي سكاف مشهد النهاية لمسيرة حياتها، عشية الأحد، إثر نوبة قلبية (وفقاً لبعض الروايات) دهمتها في مقر إقامتها بالعاصمة الفرنسية باريس، لتغادر الدنيا، وهي على قيد الأمل، عن 49 عاماً، بينما تقول روايات أخرى إن أسباب وفاتها غامضة، في انتظار إزاحة الستار عن الحقيقة في الساعات المقبلة.  وفور إعلان الوفاة، عبّرت شخصيات فنية وإعلامية وسياسية عن حزنها العميق لوفاة من وصفوها بالفنانة «الحرة والثائرة»، مشيدين بانحيازها إلى جانب الشعب السوري إبان ثورته على النظام، فيما اعتبرها كثيرون «صوت الحق»، لرفضها أن تكون بوقاً للإعلام الحكومي، في حين شبّه آخرون رحيلها بالنهايات الحزينة لأحلام الشعوب في الوطن العربي.  والفنانة الثائرة مي سكاف كانت تفتقت موهبتها أثناء دراستها الأدب الفرنسي في جامعة دمشق، حيث كانت تشارك زملاءها طلبة الجامعة في تقديم أعمال مسرحية في المركز الثقافي الفرنسي، لتلفت اهتمام المخرج السينمائي ماهر كدو، الذي اختارها لبطولة فيلمه «صهيل الجهات»، في العام 1991، الذي أبدت فيه تألقاً شجع المخرج السينمائي عبداللطيف عبدالحميد على اختيارها لفيلمه «صعود المطر»، ثم ما لبثت أن ظهرت على شاشة التلفاز تحت إدارة المخرج نبيل المالح الذي اختارها لمسلسله «أسرار الشاشة»، وانتسبت إلى نقابة الفنانين السوريين في العام 2001.وكان فيلم «سراب» في العام 2017 هو آخر أعمالها السينمائية، وجرى تصويره في باريس، وجسدت فيه سكاف شخصية «ريما مرشيليان» وهي امرأة سورية هاجرت إلى فرنسا خلال سنوات الثورة، وفي خضم الانتخابات الفرنسية الأخيرة يراودها حلم بأن تصبح أول امرأة تحكم بلداً عربياً.يُذكر أن مي سكاف أعلنت خلال الثورة السورية رفضها لنظام الأسد، الذي اعتقلها رجاله خلال تظاهرة سلمية شاركت فيها مع جمع من المثقفين، ليطلقوا سراحها بعد ذلك بأيام، في انتظار موعد لمحاكمتها، لكنها غادرت سورية بشكل سري مع ابنها متوجهة إلى الأردن، ثم إلى باريس، حيث وافتها المنية، وهي لا تزال تتشبث بالأمل في سورية عظيمة آتية.

مشاركة :