أشادت تركيا الإثنين برد لاعب كرة القدم التركي الأصل مسعود اوزيل على "العنصرية" وتركه المنتخب الألماني بعد أن دافع عن ألوانه لـ92 مباراة وساهم في قيادته قبل أربعة أعوام للقبه العالمي الرابع. وتعرض أوزيل، المولود في ألمانيا لعائلة تركية الأصل، لانتقادات قاسية منذ الصورة المثيرة للجدل التي جمعته وزميله في المنتخب الألماني التركي الأصل ايضا ايلكاي غوندوغان بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مايو، مما أثار أسئلة حول ولائه لألمانيا قبل نهائيات كأس العالم في روسيا. وردا على ما تعرض له قبل وخلال نهائيات كأس العالم التي ودعتها ألمانيا من الدور الأول وتنازلت عن اللقب، أعلن اوزيل أنه: "بقلب مفعم بالاسى، وبعد الكثير من التفكير بسبب الأحداث الأخيرة، لن أعود لألعب على المستوى الدولي ما دمت أشعر بهذه العنصرية وعدم الاحترام تجاهي". وحظي قرار ابن الـ29 عاماً بتأييد رسمي تركي، فيما اعلنت المتحدثة باسم المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أن الأخيرة تحترم قرار اللاعب، مضيفة: "المستشارة تعتز بمسعود أوزيل كثيرا. مسعود أوزيل لاعب كرة قدم ساهم بالكثير لصالح المنتخب الوطني. اتخذ الآن قرارا يجب احترامه". وفي الجانب التركي، غرد وزير العدل عبد الحميد غول: "أهنئ مسعود أوزيل الذي سجل بقراره ترك المنتخب الألماني أجمل هدف ضد فيروس الفاشية". أما وزير الرياضة التركي محمد كاسابوغلو الذي حذا حذو غول ونشر صورة أوزيل المبتسم مع أردوغان، فقال: "نحن نؤيد بصدق الموقف المشرف الذي اتخذه شقيقنا مسعود أوزيل". وفي تغريدة سبقت اعلان اوزيل تركه المنتخب الألماني الذي توج معه بكأس العالم قبل أربعة أعوام، قال إبراهيم كالين، المتحدث باسم أردوغان، إن اضطرار اللاعب الى الدفاع عن لقائه بالرئيس التركي "مؤسف لأولئك الذين يدعون بأنهم متسامحون ومتعددو الثقافات!". وفي اعلانه عن قرار ترك المنتخب الألماني الذي سجل له 23 هدفا، أشار اوزيل الى أنه تلقى اللوم بشكل غير عادل بسبب خروج المنتخب من الدور الأول في كأس العالم، منتقدا بشكل خاص رئيس الاتحاد الألماني رينهارد غريندل. وقال: "لن أكون بعد الآن كبش فداء (لغريندل) بسبب عدم كفاءته وعدم قدرته على القيام بعمله بشكل صحيح"، مضيفا: "في نظر غريندل وأنصاره، فأنا ألماني عندما نفوز، لكني مهاجر عندما نخسر". وأكد اوزيل أنه مخلص لكل من اصوله التركية والألمانية، مضيفا: "على غرار العديد من الناس، جذور أسلافي تعود الى اكثر من بلد واحد. بينما نشأت وترعرعت في ألمانيا، تملك عائلتي جذورا راسخة في تركيا. لديّ قلبان: أحدهما ألماني والآخر تركي". "رؤية قريبة من اردوغان وطغاته" وفي أبرز ردود الفعل في ألمانيا على قرار اوزيل، اعتبرت وزيرة العدل كاتارينا بارلي في حسابها على تويتر أن ما حصل يشكل: "إنذارا إذا كان لاعب كرة قدم ألماني كبير مثل مسعود أوزيل لم يعد يشعر أنه مرغوب به في بلاده أو ممثلا عبر الاتحاد الألماني لكرة القدم". وبدوره، أعرب دسيم اوزديمير من حزب الخضر عن استيائه لأنه: "سيتكون الآن عند الأتراك الألمان الشبان الانطباع بأنه لا مكان لهم في المنتخب الوطني الألماني"، لكن دسيم التركي الأصل انتقد في الوقت ذاته اوزيل لأنه "لم يرتق الى مستوى مسؤوليته كمثال يحتذى به" من خلال فشله في ابعاد نفسه عن اردوغان. ورأى أن: "التقاط الصور مع الحاكم الوحيد أردوغان يشكل عدم احترام لأولئك الذين يتعرضون للاضطهاد في تركيا أو يوضعون بشكل تعسفي في السجن". وكانت "بيلد"، الصحيفة الأكثر مبيعا في ألمانيا، من أشد المنتقدين لاوزيل، واصفة البيان الصادر عنه الأحد بأنه "استقالة متذمر"، منتقدة موقفه بتحميل: "الجميع المسؤولية باستثنائه هو". وردت "بيلد" التي تطالب منذ أسابيع عدة باستبعاد اوزيل عن التشكيلة الأساسية للمنتخب، على مزاعم لاعب خط الوسط بأن جذوره التركية وصورته مع أردوغان استخدمتهما بعض وسائل الإعلام في خدمة اليمين المتطرف، مضيفة "رؤية اوزيل للعالم قريبة بشكل خطير من اردوغان وطغاته". ويشدد اوزيل أن التقاط الصورة مع الرئيس التركي هو ومواطنه وزميله في المنتخب غوندوغان، قبل أيام قليلة من اعادة انتخاب اردوغان رئيسا لتركيا: "لا علاقة لها بالسياسة او بالانتخابات، بل الامر هو عبارة عن احترام أعلى منصب في موطن عائلتي". وتابع أن: "وظيفتي هي لاعب كرة قدم ولست بسياسي، ولم يكن اجتماعنا بهدف الترويج لغايات سياسية". وتعد ألمانيا موطنا لأكثر من ثلاثة ملايين شخص من اصل تركي. الدعاية اليمينية وأخذت المسألة بعدا آخر وأعمق بعد الاداء المخيب للآمال لأوزيل في المباراة الافتتاحية لـ"ناسيونال مانشافات" والتي خسرها الأخير أمام المكسيك (صفر-1) في مونديال روسيا2018، ما دفع المدرب يواكيم لوف لاستبعاده عن المباراة الثانية أمام السويد (2-1)، ليعود الى صفوف التشكيلة اساسيا في المباراة الثالثة أمام كوريا الجنوبية والتي خرج على أثرها حامل اللقب وهو يجر خلفه اذيال الخيبة بعد الخسارة (صفر-2). وكان القائد السابق للمنتخب الألماني لوثار ماتيوس من أشد المنتقدين لاوزيل وقد اتهمه بأنه لم يعد مرتاحا في قميص المنتخب الألماني. وقال أوزيل إنه يمكن أن يتقبل انتقادات بخصوص أدائه على أرضية الملعب ولكن ليس عندما تكون مرتبطة بخلفيته العرقية، مضيفة: "إذا وجدت صحيفة أو منتقد خطأ في مباراة ألعب فيها، عندها يمكنني قبول ذلك، لكن ما لا استطيع ان اقبله هو ان وسائل الاعلام الألمانية اصدرت اللوم بشكل متكرر على تراثي المزدوج وصورة بسيطة لكأس عالم سيئة نيابة عن مجموعة كاملة"، واصفا اياها بأنها "دعاية يمينية". وتابع: "هذا يتجاوز خطا شخصيا لا ينبغي تجاوزه أبدا، حيث تحاول الصحف قلب الامة الألمانية ضدّي".
مشاركة :