اعترف واحد من كبار مهندسي برامج الاستجواب القاسية التي أجرتها وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) إبان عهد جورج بوش الابن بأنه استخدم أسلوب الإيهام بالغرق مع مشتبه بهم في أنشطة الإرهاب ومنهم خالد شيخ محمد الذي يعتقد أنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر عام 2001. وأكد جيمس ميتشل وهو أخصائي وخبير نفسي سابق في القوات الجوية الأميركية بعض التفاصيل المحددة التي وردت في تقرير أصدرته إحدى لجان الكونغرس الأسبوع الماضي ودافع عن هذه الممارسات قائلا إنه تم انتزاع معلومات مخابرات قيمة رغم أن محققين أكدوا عدم حدوث ذلك. وقال ميتشل في مقابلة مع فايس نيوز وهي شبكات تلفزيونية عالمية تعمل عن طريق الإنترنت «نعم.. لقد استخدمت أسلوب الايهام بالغرق مع كيه.إس.إم» وهي الحروف اللاتينية الأولى من اسم خالد شيخ محمد. وقال في المقابلة التي بثت الاثنين «كنت جزءا من فريق أكبر كان يستخدم أسلوب الإيهام بالغرق مع عدد محدود من المعتقلين». كانت وكالة المخابرات المركزية قد تعاقدت مع ميتشل وزميله السابق بالقوات الجوية الخبير النفسي بروس جيسن لابتداع «أساليب استجواب معززة» للمشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة الذين اعتقلوا بعد هجمات 11 سبتمبر وأودعوا سجونا سرية. ولعب الاثنان أيضا دورا حاسما في إدارة الاستجوابات وتقييمها رغم أنه لم يكن لديهما خبرة سابقة كمستجوبين. وأقر ميتشل بأنه «كانت هناك بعض الانتهاكات» في «المواقع السوداء» التي كان المعتقلون محتجزين بها. وأكد أنه وجيسن كانا بين المستجوبين الذين أشار إليهم التقرير دون أن يذكر أسماءهم. وأضاف أن تقرير لجنة المخابرات التابعة لمجلس الشيوخ «اختار» أدلة قدمت صورة مشوهة لبرنامج الاستجواب. وقال إن إيهام محمد بالإغراق والذي قال التقرير إنه حدث 183 مرة لم يكن فعليا سوى «83 سكبا (للماء) استمر من ثانية إلى عشر ثوان» في كل مرة. وذكر تقرير مجلس الشيوخ أن الجلسات تحولت إلى «سلسلة أقرب إلى الإغراق». واختلف ميتشل مع ما أكده التقرير من أنه وجيسن حصلا على 81 مليون دولار من عقد شركتهما مع السي.آي.إيه من عام 2005 إلى حين انتهائه في 2009. وقال إن معظم المال ذهب في «نفقات عامة ونفقات تشغيل ودفع رواتب الموظفين». ونقل عنه قوله «لم أكن أعيش على الكفاف.. لكنه لم يكن 81 مليون دولار». وكان تقرير مجلس الشيوخ قد ذكر أنه وجيسن كانا يتقاضيان ما يصل إلى 1800 دولار يوميا. إلى ذلك اعلنت السلطات الاميركية الاثنين ان مثول خالد شيخ محمد أمام المحكمة العسكرية قد تأجل شهرين. وكان من المقرر ان يمثل خالد شيخ محمد بالاضافة الى رمزي بن الشيبه واثنين اخرين من المتهمين امام محكمة عسكرية في غوانتانامو لكن الكولونيل ميليس كاغينس المتحدث باسم وزارة الدفاع اعلن عن تأجيل الجلسة. من جهته طلب وزير الخارجية الأميركي جون كيري من الفاتيكان يوم الاثنين المساعدة في العثور على اماكن للسجناء الباقين في سجن خليج غوانتانامو الذي يديره الجيش الأميركي في كوبا. وأعرب كيري عن «التزام الولايات المتحدة بإغلاق سجن خليج غوانتانامو»، وفقا لما نقلته إذاعة «فاتيكان راديو نيوز» عن المتحدث باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي. وقالت الاذاعة انه طلب مساعدة الفاتيكان «في السعي لإيجاد حلول إنسانية ملائمة للسجناء الحاليين». وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد امر بإغلاق سجن غوانتانامو فور توليه مهام منصبه مطلع العام 2009، لكنه لم يتمكن من الوفاء بذلك لعدم وجود أماكن لإرسال السجناء إليها.
مشاركة :