متابعة: ضمياء فالحعندما تشاهد لاعباً يدعي الإصابة أو يمثل السقوط على الأرض، كما فعل نيمار في مونديال 2018، فاعلم أنه يستخدم نفس التكتيك الذي استخدمه الإنسان في العصور القديمة للبقاء على قيد الحياة وفق بحث علمي، ويرى علماء النفس أن من يبالغ في ردة فعله على العرقلة يملك ميزة النجاة أكثر من سواه لأنه يستطيع جذب الاهتمام إليه بشكل أسهل وهذا بالضبط ما أسهم في تحول الأصوات المبهمة التي عبر فيها أجدادنا عن الألم إلى جمل معقدة، ويعلق الدكتور جوردان رين من جامعة ساسكس: «شاهدنا كرة جميلة من لاعبين من أمثال نيمار ومبابي في مونديال هذا العام لكنهما أيضا قدما لنا جرعة غير صحية من تمثيل السقوط والمبالغة».وتابع رين: «صحيح أننا نتفق على إبعاد مثل هذه السلوكيات عن اللعبة الجميلة لكن المظهر الصوتي للاحتيال في الملعب وخارجه سهل لنا معرفة تطور الكلام لدى الإنسان. الشعور بألم حقيقي ينتج عنه صيحات لدى أطفال البشر وصغار الحيوانات وهذه الصيحات تؤثر بشدة في التواصل مع الجهة التي ترعاهم لتكون لها ردة فعل ومساعدة. يبكي الكبار أيضا ويصرخون من الألم وتتفاوت حدة البكاء أو الصراخ وفق السبب والمزاج وهذا يعني أن صرخات الألم ليست فقط نوافذ صريحة على حالتنا النفسية بل وسائل اجتماعية للتأثير في الآخرين».ويتابع الدكتور رين: « كان أجدادنا القدماء يعيشون في بيئة خطرة لذا من الضروري أن يبالغوا في صرخة الألم كي يحصلوا على مساعدة عاجلة من الآخرين وهذا اسهم في نجاتهم. الحروف التي استخدمها الإنسان القديم عند صراخه شكلت كلمة مفهومة اجتماعيا لكنها ليست بالضرورة مبررة بيولوجياً». وبالعودة لنيمار، بينت الدراسة أن تعرضه للإصابة الخطيرة في مونديال 2014 بالظهر شكل لديه خوفا داخليا من تكرارها دفعه للمبالغة في ردة فعله على أي عرقلة. لكن خوفا آخر تسلل إليه بعد الانتقادات الكبيرة التي طالته في أن تؤثر هذه المبالغة في مسيرته كنجم كبير. وختمت الدراسة: «كردة فعل، سيحاول نيمار أن يقدم في الموسم المقبل أفضل ما عنده ليمسح ما علق بصورته كنجم ويثبت خطأ منتقديه».
مشاركة :