بما أن طبيعة المرأة هي الحكم على كثير من الأمور بعاطفتها، فإنه لا يجوز ان تعمل في بعض المهن، وعليه لم نجد مناصا من الامتثال لرغبة احدى حفيداتي للبقاء ليلة كاملة في بيت من بيوت جزيرة امواج للتمتع برؤية مياه البحر والسباحة في بركة لقاء 180 دينارا فقط لا غير. ومع أن الايجار مبالغ فيه الا اننا ومن اجل سواد عيون حفيدتنا الدلوعة قمنا بشد الرحال الى هناك.. الا ان لي بعض الملاحظات على ذلك المكان؛ اولا البحر لم يكن مهيئا للنزول فيه، وماء البركة الموجودة في البيت لم يكن نظيفا ولا صافيا، ولم نلمس حركة كما تعودنا عليها في المدن، لقد انتابنا شعور بالضيق والحسرة لإحساسنا وكأننا أصبحنا منفيين الى مدينة نائية لا تمت للبحرين بصلة؛ نظرا لطبيعتها وللسكون الذي كان يلفها، ما ولّد لدينا شعورا وكأننا وحدنا في تلك المنطقة. خلاصة القول لقد أمضينا الليل بصعوبة بالغة نظرا لعدم تمكننا من النوم، وبما ان الاتفاق مع المؤجر ان نظل في البيت حتى الثانية عشرة ظهرا من اليوم التالي، الا اننا غادرناه منذ الصباح الباكر ونحن في أشد حالات التعب والارهاق دفعنا ثمنًا غاليا لا لشيء، بل لأننا لم نرد ان نرفض طلب حفيدتنا التي لم تستطع مقاومة عاطفتها... وإنها لمناسبة نهيب فيها بحكومتنا الرشيدة بضرورة تحديد وتقنين ايجارات البيوت في المنطقة حتى لا يُستغل الناس بجشع يسيء الى سمعة المملكة واهلها. ] أحمد محمد الأنصاري
مشاركة :