كشف التقرير السنوي لهيئة حماية الدستور(الاستخبارات الداخلية) لعام 2017 عن رصد سلطات الأمن الألمانية ارتفاعا مستمرا في عدد الأشخاص الذين ينجذبون نحو الأيديولوجيات المتطرفة ويقبلون استخدام العنف لتنفيذ أهدافهم. يميني متطرف، يساري متطرف، إسلامي متطرف، هكذا صنفت سلطات الأمن الألمانية المشهد في ألمانيا، مسجلة ارتفاعا مستمرا في عدد الأشخاص الذين ينجذبون نحو الأيديولوجيات المتطرفة ويقبلون استخدام العنف لتنفيذ أهدافهم. هذه هي خلاصة التقرير السنوي للاستخبارات الداخلية الألمانية. وقال وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر اليوم الثلاثاء (24 تموز/يوليو 2018) خلال عرض التقرير السنوي لعام 2017 إنه يتعين على السلطات أن تحسن أداءها في ترحيل الإسلاميين الخطيرين أمنيا. وبحسب البيانات، صنفت سلطات الأمن حتى نهاية أيار/ مايو الماضي نحو 1900 سلفي في ألمانيا ضمن الأشخاص المحتمل انتماؤهم إلى ما وصفه بـ "التيار الإسلامي- الإرهابي". ويندرج تحت هؤلاء: الخطرون أمنيا والأشخاص ذوي الصلة وآخرون من التيار الإسلامي الذين تراقبهم هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية). ومقارنة بحزيران/ يونيو عام 2017، فإنّ عدد السلفيين المحسوبين على هذه الفئة بلغ نحو 1700 سلفي. ويقصد بـ"الخطرين أمنيا" من لا تستبعد الشرطة قيامهم بجرائم ذات دوافع سياسية، مثل هجوم إرهابي. وارتفع عدد الإسلاميين المصنفين على أنهم خطرون أمنيا في ألمانيا من 500 شخص في حزيران/يونيو عام 2016 إلى نحو 775 شخصا حالياً، إلا أن بعضهم يقبع في السجون حاليا. ويندرج تحت "الأشخاص ذوي الصلة" من يتولى دورا قياديا داخل هذا الوسط الإرهابي المتطرف أو دورا داعما به أو لديه اتصالات وثيقة مع خطيرين أمنيا. وبحسب البيانات، ارتفع إجمالي عدد السلفيين، الذين ينتمي إليهم أيضا متدينون متطرفون ليس لديهم مساعٍ إرهابية في غضون عام من 9700 شخص إلى 10800. واستقر عدد السلفين الذين سافروا إلى المناطق التي يسيطر عليها إرهابيون. وليس في ذلك مفاجأة، حيث تقلصت هذه المناطق بوضوح عقب طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من مدينة الموصل العراقية ومدينة الرقة السورية. في المقابل، تراجع عدد الجرائم اليمينية المتطرفة ذات الخلفيات المعادية للأجانب العام الماضي بنسبة 35%، وذلك بسبب تراجع عدد مراكز إيواء طالبي اللجوء، التي كانت هدفا لاعتداءات متكررة من جانب عناصر يمينية متطرفة خلال الأعوام الماضية. وزير الداخلية زيهوفر مع رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية الألمانية أثناء تقديم التقرير السنوي. وبحسب التقرير، بلغ إجمالي عدد المنتمين إلى التيار اليميني المتطرف بنهاية العام الماضي نحو 24 ألف شخص، بعد أن كان عددهم يبلغ عام 2016 نحو 32100 شخص. وارتفع عدد النازيين الجدد بواقع 200 شخص ليصل إلى نحو 6 آلاف شخص. وبلغ العام الماضي عدد المنتمين إلى حركتي مواطني الإمبراطورية الألمانية "مواطني الرايخ الألماني" و"المواطنين المستقلين" إلى 16500 شخص. يشار إلى أن أتباع حركة "مواطني الرايخ" وحركة "المواطنين المستقلين" لا يعترفون بسلطة نظام الحكم الحالي. وفي سياق متصل، ارتفع عدد اليساريين المتطرفين في ألمانيا العام الماضي بنسبة 4% ليصل إلى 29500 فرد. ويعزو الخبراء هذه الزيادة إلى صعود نجم حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، الذي يناصبه الكثيرون من متطرفي التيار اليساري العداء. م.م/ أ.ح (د ب أ)
مشاركة :