ثورة 23 يوليو.. التغيير الحقيقي

  • 7/25/2018
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

مرت هذه الأيام الذكرى الـ66 لقيام ثورة 23 يوليو في مصر، بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر، وقد أحدثت هذه الثورة العربية تغييرا سياسيا كبيرا في المنطقة، كما أحدثت تغييرا اجتماعيا كبيرا في المجتمع المصري، وكان لها إيجابيات كبيرة، كما كان لها سلبيات كثيرة، بحكم الممارسة الفعلية والتحديات التي قابلتها وكم المؤمرات التي تعرضت لها في الداخل والخارج. وبسبب ضيق المساحة سيقتصر الموضوع على التغيير السياسي والاجتماعي الذي أحدثته ثورة يوليو، التي أعلنت عن توجهها منذ اللحظة الأولى بالمبادئ الستة، وهي: القضاء على الاستعمار وأعوانه من الخونة، والقضاء على الإقطاع، والقضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال على الحكم، وإقامة العدالة الاجتماعية، وإقامة جيش وطني قوي، وإقامة حياة ديموقراطية سليمة. ويمثل التحول الاجتماعي أهم السمات المضيئة لثورة يوليو، فخلال شهرين من قيام الثورة صدر قانون الإصلاح الزراعي، إذ أدرك جمال عبد الناصر، ورفاقة من الضباط الأحرار، أن مسألة الأرض هي العمود الفقري لأي تحول اجتماعي، فقد كانت معظم الأراضي الزراعية في يد طبقة كبار الملاك (الإقطاعيين)، لذا كانت قوانين الإصلاح الزراعي تصحيحا ثوريا لاختلالات توزيع الثروة، وتم توزيع الأرض على المعدمين من الفلاحين، وساهم هذا القانون في تغيير شامل في الحياة الاجتماعية في الريف المصري، كما عمدت الثورة إلى توسيع الرقعة الزراعية باستصلاح الصحارى، وكان مشروع مديرية التحرير العملاق نموذجا حيا لذلك. الأهم هو الحراك الاجتماعي الذي حدث في الريف، وأدى إلى صعود حوالي مليوني فلاح، تأكيدا على انحياز الثورة إلى الغالبية المحرومة، ضد الأقلية المستغلة.. وبفضل هذه القوانين، وبفعل مجانية التعليم، وصل أبناء الفلاحين إلى مراكز متقدمة في مواقع الدولة، وساهم أبناء الفلاحين في قيادة عملية التنمية في المصانع والجامعات ودوائر الدولة الأخرى. وجاءت المرحلة الثانية في إعادة توزيع الثروة الوطنية في يوليو 1961، بصدور قرارات التأميم التي قضت على سيطرة رأس المال على الحكم. كما كانت الإيجابية الكبيرة للثورة في دستور 1956، ومساواة المرأة بالرجل في الحقوق السياسية، وتم التوسع في تعليم الإناث، ووصلت المرأة بفعل مجانية التعليم إلى مواقع متقدمة في البرلمان، والوزارات، والجامعات، والسلك الدبلوماسي. لقد كان لزعيم الثورة جمال عبد الناصر، انتماءات شعبية حقيقية، وكان ولاؤه للجماهير حقيقيا وأصيلا، وبادلته الجماهير الحب والتأييد. وعندما يكتب التاريخ بأمانة وإنصاف، سيدرك أن ثورة 23 يوليو 1952 هي أهم حدث وقع في مصر والوطن العربي في القرن العشرين. محمود حربي

مشاركة :