الأستاذة الأكاديمية رانيا باقر: الشبكات تقنية بحتة والاستخدام يعود للمستخدم نفسهمستخدمين: طريقة الاستخدام تحدد ما إذا كان الاستخدام إيجابيًا أو سلبيًاأتاحت وسائل التواصل الاجتماعي لجميع مستخدميها فرصة طرح افكارهم ومشاركتهم للآخرين، ومنحتهم حرية التعبير حول ما يتم تداوله بمختلف وسائل التواصل الاجتماعي سواء الصور او الكتابة، وقد اسهمت هذه الوسائل في إيصال عدة رسائل مهمة حول بعض القضايا وتم ايجاد حلول مناسبة لها، وأيضًا كان هناك أضرار طرأت على المجتمع جراء استخدام البعض لوسائل التواصل الاجتماعي بطريقة خاطئة وتناقلها بغرض الاساءة لأشخاص، أعراق، مذاهب بل وحتى دول، وحول هذا الشأن قمنا بسؤال بعض المستخدمين والمختصين فكانت آرائهم على النحو التالي:الترويج لألعاب خطرة حول هذا الشأن قال سلمان المعيلي: «من الممكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي سلاحا ذا حدين، ويتم ذلك من خلال طريقة استخدام الشخص لهذه الوسائل، ومن الممكن ان يستخدمها استخداما ايجابيا، فمن وجهة نظري انا استخدامي لها ايجابي ويتم ذلك من خلال مشاركتي الآخرين هوايتي (التصوير)، حيث اقوم برفع صوري على حساباتي المتعددة خصوصًا تطبيق الانستقرام، ومن الممكن استخدامها بشكل سلبي حيث يقوم البعض من غير قصد الكتابة عن بعض الالعاب الخطرة مثل لعبة (الحوت الازرق) وهذا مايثير فضول بعض الأطفال وبالتالي يبحثون عن هذه اللعبة للتعرف على ما تتضمنه والمشاركة فيها وهذا ما قد يودي بحياتهم ويدفعهم للانتحار». معلومات طبية خاطئة وفي ذات الشأن قالت فاطمة العرادي: «من الممكن ان يستفيد الشخص من وسائل التواصل الاجتماعي، ومن الممكن ان تسبب له الضرر، فذلك يعود له شخصيًا، فهناك من يقوم بنشر المعلومات الخاطئة والشائعات كالحسابات التي تقوم بنشر بعض المعلومات الطبية الخاطئة والتي قد يطبقها آخرون وبالتالي تتسبب لهم بمشاكل صحية، اما فيما يتعلق بالجانب الايجابي هناك عدة امور من الممكن ان تعود بالنفع للمستخدم مثل الترويج للمشاريع البسيطة من خلالها».انتحال شخصية أما ملاك عادل فقالت: «وسائل التواصل الاجتماعي من الممكن ان تخدم المجتمع ولكن طريقة الاستخدام من قبل الشخص تحدد ما اذا كانت ستخدمه او تتسبب له بالضرر، فمن الممكن استغلال هذه الحسابات بغرض عرض المواهب والتسويق للمنتجات بالإضافة للتعرف عليهم واكتساب الشهرة، وأيضًا تساعدهم في ايصال رسائلهم لمختلف الشرائح وهم جالسون بإماكنهم». وأضافت: «وأيضًا هناك من يستخدمها بطرق خاطئة فهناك ظاهرة منتشرة خصوصًا لدى الفتيات اللاتي وقعن ضحايا بسبب قبول اضافات من اشخاص غير أسوياء، ويتم ذلك من خلال استغلال صور الفتيات في انشاء حسابات وهمية والتظاهر بأنهم اصحاب الصورة وبالتالي تتفاجًا صاحبة الصورة بانتشار صورتها وامور اخرى جرت من ورائها دون علمها!». إهمال صلة القرابة من جانبه قال عبدالرحمن بوخماس: «وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، فمن الممكن استخدامها بطرق سليمة كتكوين الصداقات بمختلف الدول من بعد التعارف عبرها، اضافة لتسهيلها لعملية التسويق للمشاريع، حيث ان هذا الجانب لا يحتاج للعديد من الأمور الرسمية كالسجل التجاري فضلًا عن انتشار المنتجات بشكل اسرع». وتابع: «اما الجانب السلبي لهذه الوسائل انها تضعف من علاقات الأقارب وصلة الرحم، حيث يكتفي البعض بالسؤال عن اهله من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ويترك زيارتهم، كما ان حالات الطلاق في الوقت الراهن ازدادت بسبب الغيرة بين الازواج فضلًا عن حالات الابتزاز التي اصبحت منتشرة بشكل كبير».كل شيء ممكن أن يكون سلاحًا ذا حدين وفي ذات السياق قالت حوراء المرزوق: «كل شيء في الحياة من الممكن ان يكون سلاحا ذا حدين، ويعتمد هذا الأمر على الشخص نفسه وتندرج وسائل التواصل الاجتماعي مع هذه الأشياء، فمن الممكن ان استخدم وسائل التواصل الاجتماعي في سبيل الترويج لمشروعي كما تفعل اختي فهي تقوم بنشر أعمالها الفنية والصور عبر حساباتها المختلفة واتجنب التطفل على الآخرين، اما عن الجانب السلبي اذا تم استخدامها بهدف جلب الضرر للناس مثل التنمر فهناك من يشعر بالقوة من خلف شاشة هاتفه لهذا الغرض، وأيضًا هناك من يقوم بانتحال بعض الشخصيات المشهورة وتكوين علاقات غير سوية من خلال انتحالهم لهذه الشخصيات وتكوين علاقات مشبوهة». وجدت من أجل دمج جميع فئات المجتمع كما قال عدنان الحايكي: «وسائل التواصل الاجتماعي لها بروتوكولات معينة يندرج تحتها العديد من الأمور الإيجابية والسلبية، ومن الممكن ان يكون ظاهرها ايجابيا الا انه في الواقع سلبي، وهناك عدة امثال للاستخدام السلبي، ابرزها انه لا يوجد ما يحدد ان ما تم تداوله صحيح أو خاطئ وأيضًا نلاحظ قيام بعض الاطفال الذين لا تتجاوز اعمارهم بضع سنوات بوضع تعليقات مسيئة لشخصيات مرموقة وأيضًا كبار في السن مثل كتابة تعليق على مظهرهم أو عدة أمور أخرى متناسين الجانب الإيجابي لها وهو الهدف الذي انشئت من أجله وهو دمج جميع فئات المجتمع بهدف تغيير فكرة معينة، ويتم ذلك من خلال تبادل الآراء مع احترام كل شخص للآخر، ويمكن نقل ما يريدون بدون حدود». وعند سؤالنا للمختصين قالت الأستاذة الأكاديمية بقسم الإعلام والسياحة والفنون في جامعة البحرين رانيا عبدالمجيد باقر حول هذا الشأن: «تحتمل شبكات التواصل الاجتماعي كأي وسيلة اتصال أو تواصل إعلامية الاستخدام السلبي أو الإيجابي، لأنها تعتمد على المستخدم نفسه، أما الشبكة ذاتها فتقنية بحته. أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي اليوم أكبر وأسرع تأثيرًا من وسائل الاتصال الأخرى نظرًا لطبيعة هذه الشبكات من حيث الانتشار والسرعة وسهولة الوصول إليها للنشر أو المتابعة». وتابعت: «فالمعلومات التي تُنشر في هذه الشبكات تصل لملايين المستخدمين بسرعة كبيرة متجاوزة الحواجز الزمانية والمكانية. وهو ما يعظّم مِن تأثير ما يُنشر فيها على الجمهور، لا سيما الفئات العمرية الصغيرة، الذين قد لا يستطيعون نتيجة لقلة خبراتهم أو تجاربهم ترشيح المعلومات التي تصلهم وتمييز الجيد من السيئ منها، وهو ما سمح للأسف بانتشار بعض الممارسات والسلوكيات الدخيلة على مجتمعاتنا العربية والإسلامية أسرع من ذي قبل. ناهيك عن تقبّلها من بعض فئات المجتمع. كما سمح بالشهرة والنجومية السريعة لبعض مستخدميها ممن يُسمّون (بمؤثري السوشال ميديا)». وأضافت: «كذلك باتت المؤسسات الرسمية والإعلامية تواجه تحديات حقيقية فيما يتعلق بمصداقية المعلومات المنشورة على هذه الشبكات، وسرعة انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة ما يُعرض النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية لمخاطر حقيقية». واختتمت حديثها قائلة: «ولا يعني ما سبق، عدم وجود نماذج إيجابية استفادت من مزايا شبكات التواصل الاجتماعي في الحثّ على ممارسات محمودة كالمشاركة في الأعمال التطوعية، تأسيس المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودعمها، التعرف على الثقافات المختلفة، النقاش والحوار الفعّال بين المجتمعات المختلفة. ويبقى الفيصل في كيفية استخدام شبكات التواصل الاجتماعي للمستخدم نفسه وإطاره المرجعي دينيًا وثقافيًا واجتماعيًّا».
مشاركة :