كل أنجال الملك عبدالعزيز ليوث أشاوس وخاصة الملوك منهم؛ فهم يتميزون بالحنكة وبعد النظر والإباء الأصيل والشمم العربي والشموخ والهيبة المتألقة. وهذا هو الملك فيصل «طيب الله ثراه» واحد من هذا العرين السعودي الحصين (لقد بلغت مهابة الملك فيصل في العالم حداً جعلت صحف الغرب تقول عنه: إن القوة التي يتمتع بها الملك فيصل تجعله يستطيع من حركة واحدة من قبضة يده أن يشل الصناعة الأوروبية والأمريكية، وليس هذا فقط بل يمكنه خلال دقائق أن يحطم التوازن النقدي الأوروبي). هذا الرجل العملاق في تربيته والعملاق في خلقه والعملاق في أدبه والعملاق في حكمته والعملاق في صبره... هذا الجبل الأشم استطاع أن يلم شمل العرب بعد هزيمة 67م، ويضمد جراحهم ويُعتبر أول من استخدم سلاح النفط في وجوه المعادين للإسلام وللحق العربي. يقول صلاح المنجد عن الفيصل «رحمه الله»: هو بطل الدعوة إلى التضامن الإسلامي، مما جعله يلاقي مصاعب جمة وضخمة، ولكنه «بفضل الله» ثم بفضل حكمته استطاع التغلب والانتصار عليها. لقد أنشأ منظمة المؤتمر الإسلامي وأقر الندوة العالمية للشباب الإسلامي لتحقيق التضامن بين أبناء الأمة. ولقد وقفتُ كثيراً عند هذا الوفاء النادر [ذكرى ميلاد الشهيد الفيصل]، هكذا كان عنوان (الوسم) الذي أطلقته مجموعة من الأوفياء لتاريخ الملك فيصل على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) في شهر صفر، والذي يصادف تاريخ ميلاد الملك فيصل -رحمه الله- في كل عام. والالتفاتة الجميلة في هذه المبادرة أنها انطلقت من إحدى المغردات الكويتيات (منيرة العجمي @alajmimonera)، ولاقت التأييد والدعم من المغردة السعودية (راوية الفيصل @Rawya-f)، لتبثا الروح في جسد الوحدة الخليجية والعربية، وتبعثا قوة زمن الملك فيصل، علماً أن من أطلقتا الوسم لم تدركا زمن الملك فيصل! وهي دعوة لأبناء الجيل الجديد للاطلاع على شيء من سيرة الملك فيصل. وتضمن هذا الوسم إحياء ذكرى الشهيد ومواقفه وكلماته مما استدعى سيلاً من الرحمات والدعوات تخللت المشاركات والمداخلات. وما ذلك إلا دليل على بقاء الملك فيصل وسيرته في أذهان الشعوب العربية جميعها رغم مرور 41 سنة على استشهاده. وهذه المبادرة الوفائية تكون نبراساً لاستخدام هذه المواقع الاجتماعية و(الأوسام) بصورة إيجابية ووطنية خلاف ما هي عليه في أغلب الأحوال، حيث تستخدم في إشعال الفتن كما تستخدم في تحقير جهود بعض الوزارات والجهات الأمنية لأغراض تسيء للمجتمع والوطن وعلاقة المواطن بولاة أمره. كما نتأمل ممن يستخدمون هذه المواقع الاجتماعية دعم مثل هذه (الأوسام) الوطنية الهادفة والبناءَة بلحمة واحدة لا تعلوها روح غير روح الوطنية. ومن منطلق انتمائنا لوطننا الخليجي عموماً، علينا البحث عن نقاط الحب التي تجمعنا والبعد عن (الأوسام) التي تفرق وتنخر في جسد المحبة الجامعة لنا. شكراً منيرة العجمي من الكويت، شكراً راوية الفيصل من السعودية، فأنتما مثال يحتذى به في خليجنا.. شكراً لكما بـحجم المملكة. لقد نبتت بيننا (أوسام) تملك قدرة رهيبة في تغيير أفكار الشباب، بعضها يخص الدين وبعضها يخص العادات والتقاليد والأخلاق العالية الموروثة، وأخرى أنظمة الدولة وغيرها. إنه زمن غسيل الدماغ إلكترونياً والوقوع في براثن ومخالب الشبكة العنكبوتية ومن يديرها من أصحاب الأهداف الهدامة لانتزاع نبتة الانتماء للوطن. فمن هو الملك فيصل؟ تقول الموسوعة العربية الميسرة عن هذا البطل: فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن محمد بن سعود بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي. وينتهي نسبهم إلى وائل بن أسد بن ربيعة. ملك المملكة العربية السعودية (من 1384- إلى 1395هـ)، رحم الله الملك البطل الشهيد. انتهى.. هذا هو البطل الشهيد الذي ملأ الدنيا وشغل الناس وكانت حياته السياسية نضالاً متواصلاً في وطنه وفي الوطن العربي وفي العالم الإسلامي أجمع.
مشاركة :