حرص رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري على تبديد الأجواء الإعلامية والسياسية عن وجود خلاف بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون يؤخر تأليف الحكومة الجديدة التي كلِف تشكيلها في 23 أيار (مايو) الماضي، وذلك إثر اجتماعهما المطول بعد ظهر أمس للبحث في العراقيل التي تحول دون ولادتها (راجع ص5). وأعلن الحريري بعد لقاء مع عون دام زهاء ساعة ونصف ساعة أنه ناقش معه تشكيل الحكومة وشدد على أن «لا خلاف نهائياً بيني وبين فخامة الرئيس، وتواصلُنا وعملنا مستمران لمصلحة البلد، وهناك حلحلة لبعض العقد في التشكيل وأنا متفائل أكثر من أي وقت، وأتمنى الحفاظ على الإيجابية». وأشار إلى أنه سيعود إلى الاجتماع مع عون في الأيام المقبلة «لاستكمال المشاورات». وقال الحريري رافضاً التشكيك بعلاقته مع عون، إن «أي كلام عن خلاف بيني وبين الرئيس غير موجود في قاموسي أو في قاموس الرئيس». ورأى أن «العقبات التي تعترض تأليف الحكومة بسيطة»، داعياً إلى «تخفيف الهجمات السياسية بين الأفرقاء»، ومعتبراً أن «التصعيد في الإعلام يؤدي إلى مزيد من التأزيم». ورداً على سؤال عما تردد عن الصلاحيات في التأليف، قال: «الدستور واضح في موضوع تشكيل الحكومة ولا أحد يحق له التدخل، فأنا من أشكل الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية ونقطة على السطر». وسأل: «مَن المستفيد مِن خلق مشاكل بين الرئاستين الأولى والثالثة؟»، وأكد أن «مَن يحاول أن يطرح أن خلافاً يسود العلاقة لا يريد الخير لي ولا للرئيس ولا حتى للبلد». وأضاف الحريري: «هناك مسؤولية على عاتق الأفرقاء السياسيين الذين عليهم التعاون لتشكيل الحكومة وهناك نوع من التهدئة في النفوس ولدى الأفرقاء، وحدثت أمور إيجابية في اجتماعي مع رئيس الجمهورية». وتناول رداً على سؤال آخر عما تردد عن سحب تكليفه تأليف الحكومة، فقال: «حُكي في الإعلام عن إمكان سحب الرئيس عون التكليف منّي ومَن يحاول طرح هذا الموضوع في شكل موارب لا يريد الخير لنا... عندما نريد نحن نستطيع إجراء التسويات اللازمة والحكومة السابقة أنجزت لأن التوافق كان سائداً في البلد وسأفعل كل ما باستطاعتي للحفاظ على هذا التوافق الذي أدى إلى إقرار الموازنة وإقرار قانون انتخاب جديد». وعن كلام رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل أنه يتمنى أن يوقف الحريري البحث في الأعداد والحصص في الحكومة، قال: «إذا أردنا خلق جو سلبي فأنا أعرف صلاحياتي، وخلال كل المرحلة لم أردّ على أحد ولن أرد لأنني أنظر إلى مصلحة البلد في موضوع التشكيل والكلام لا يطعم خبزاً ولا يحسن الاقتصاد. في ما يخص كلام الوزير باسيل حكي الكثير ولن أتوقف عند ما حكِي عني، فغيره تحدث وأساء إلى رئاسة الحكومة واليوم جميل السيد يريد أن يعلمني الأخلاق لكنني لست مضطراً لأرد على شخص مثله». وشدد على أن صلاحيات رئيس الحكومة المكلف معروفة «ولا داعي للف والدوران في هذا الموضوع». وعما يحكى عن عراقيل من الخارج في شأن تأليف الحكومة أجاب: «قيل في هذا المجال عن السعودية. لا دخل للمملكة، وقيل عن إيران إنها تتدخل. لا دخل لها في موضوع تشكيل الحكومة، فهو أمر داخلي بحت. هذه الحكومة ستتألف، وقد تبقى 4 سنوات فهي الحكومة الأولى بعد الانتخابات النيابية التي جرت بعد 9 سنوات، فلا بأس إن تأخر تشكيلها بعض الوقت». وإذ أكد الحريري أنه بحث مع عون زيارة الوفد الروسي اليوم للبحث في الخطة الروسية لعودة النازحين السوريين، قال: «أملنا أن تكون عودة النازحين آمنة ومضمونة من الخارج». وزاد: «موقفي واضح من نظام الأسد ولم ولن يتغير، إنما الأمر اليوم يتعلق بالنازحين، وأريد أن أطلع على ما اتُّفِق عليه بين روسيا وأميركا».
مشاركة :