أكد معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية أن مملكة البحرين وفي ظل قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه باتت من أفضل نماذج التعايش الديني في العالم بفضل رعاية ومبادرات جلالته الرائدة لتعزيز التعايش السلمي وترسيخ التسامح والحوار بين كافة الأديان والثقافات والحضارات وعلى مختلف الأصعدة.جاء ذلك خلال مشاركة معالي وزير الخارجية في المؤتمر الوزاري من أجل تعزيز الحرية الدينية الذي انعقد اليوم في مدينة واشنطن وتنظمه وزارة الخارجية الأمريكية بحضور ممثلي العديد من الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم.وأضاف معالي وزير الخارجية أن جلالة الملك المفدى يحرص على إنجاز المبادرات وبذل كل الجهود لإرساء دعائم التعايش السلمي بين البشر جميعا، منوهًا معاليه إلى إنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، الذي يجعل من مملكة البحرين مركزًا عالميًا مهمًا للتفاهم والحوار بين الأديان، وكذلك تأسيس كرسي باسم جلالة الملك المفدى في جامعة لا سبينزا روما لتدريس الحوار والسلام بين الأديان، في مبادرة تهدف إلى نشر هذه القيم السامية.وأكد معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن تاريخ مملكة البحرين يتسم بالتعايش والتعدد والسلام والتسامح، وأن مملكة البحرين تفخر بأنها كانت وستظل حاضنة لمختلف الأديان والمعتقدات، حيث توجد المساجد والكنائس والمعابد في ظل دستور يكفل الحريات الدينية والشخصية وحرية التعبير والاعتقاد والتعبد، وهو ما زاد المجتمع البحريني ثراء، مشددًا معاليه على أن مملكة البحرين ستبقى على هذا النهج في الحفاظ على هذه الركائز مهما كانت التحديات التي تواجهها.وأشار معالي وزير الخارجية إلى أن منطقة الشرق الأوسط تتمتع بتاريخ طويل من التعايش السلمي، و أن التطرف والجهل من أهم موانع الحرية الدينية واحترام الأديان، وهو ما يستوجب ضرورة مكافحة الفكر المتطرف كي تعود المنطقة إلى ما كانت عليه من تسامح وسلام بين الجميع، وشدد معاليه على ضرورة عدم المساس بالأديان وركائزها وضرورة احترام خصوصيتها.هذا ، وقد تم توزيع ورقة تعريفية بجهود مملكة البحرين في مجال تعزيز الحرية الدينية ، كما تم نشر إعلان مملكة البحرين الذي صدر بتاريخ ٣ يوليو ٢٠١٧ على المشاركين في المؤتمر.منذ عقود ومملكة البحرين رائدة في المنطقة من حيث التعددية الدينية والقبول الثقافي، حيث اتسمت بترابط النسيج الاجتماعي للمجتمع البحريني وتسعى باستمرار إلى خلق مجتمع أكثر ثراءً وترحيبًا بالآخر.الخلفيةيضمن دستور البحرين حماية حرية الفكر والدين أو المعتقد وقد سنت قوانين لتفعيل هذه الحماية، فهي طرف في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، و تتواجد بالبحرين مجتمعات كاثوليكية وأرثوذكسية وإنجيلية وبها معبد هندوسي نشط يبلغ من العمر 200 عام ومعبد للسيخ وبها المعبد الوحيد السليم في شبه الجزيرة العربية، ويعود هذا الانفتاح إلى المبادرات الرائدة التي اتخذتها المملكة لتعزيز الحرية الدينية، و لا توجد قيود في القانون أو الدستور البحريني تمنع الأفراد من التحول إلى الدين أو الطائفة التي يختارونها، وتحيي مكونات المجتمع في البحرين احتفالاتها الدينية علناً بما في ذلك جميع الاحتفالات غير الإسلامية مثل عيد الميلاد، عيد الغفران، الهولي وغيرها.الدعم المؤسسيـ تتخذ الحكومة الخطوات اللازمة لتعزيز مناخ الحرية الدينية والفكرية بما في ذلك الاستجابة الفورية في حال حصول انتهاكات من جانب بعض الأفراد أو المجموعات من شأنها المساس بحق التمسك بأي دين.ـ تتخذ وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف إجراءات لمكافحة جميع الدعوات الى التمييز أو العنف أو نشر خطاب الكراهية على أساس الدين أو المعتقد، فعلى سبيل المثال، في أعقاب هجمات داعش الإرهابية في المملكة العربية السعودية والكويت التي استهدفت المساجد في بعض المناطق في عام 2015، شارك وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف في صلاة مشتركة مع جميع مكونات المجتمع البحريني لإظهار الوحدة في مواجهة الإرهاب الطائفي. ـ يخضع جميع الأئمة والخطباء للأنظمة التي تحظر الدعوة للتطرف والعنف، والطائفية ونشر الكراهية. ـ تنظم وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بالتعاون مع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي يضم علماء من السنة والشيعة، مجموعة من الأنشطة لرفع الوعي بالحرية الدينية والفكرية ومكافحة التطرف وتنظم دورات سنوية للأئمة والوعاظ منذ عام 2009.ـ تتخذ الإجراءات الضرورية لفرض معيار فصل الدين عن السياسة، وضمان عدم استخدام المنبر الديني في البرامج السياسية أو الطائفية أو المتطرفة، حيث يحظر القانون البحريني استخدام المنبر الديني في أجندات سياسية، ففي عام 2016، تم تعديل القانون لينص على أنه «لا يجوز لأي عضو الجمع بين عضوية جمعية مع الوعظ الديني، أو الخطب، أو التوجيه الروحي أو الخطاب الديني. ـ اعتمدت وزارة التربية والتعليم مناهج لضمان التعددية والتسامح الديني والتسامح بين المعتقدات والثقافات. ـ تتعامل وزارة التنمية الاجتماعية مع اهتمامات المعتنقين للأديان غير الاسلام وتضمن لهم القدرة على أداء شعائرهم وطقوسهم في حرية كاملة، بما في ذلك إصدار تصاريح لأتباع الديانات الأخرى لبناء دور العبادة وغيرها من الأنشطة المتعلقة بمعتقداتهم الدينية. ـ تواصل وزارة الداخلية اتخاذ التدابير اللازمة لمساءلة من يتورط في انتهاك الحريات الدينية، والعمل على منع أعمال العنف التي ترتكب على أساس الدين أو المعتقد، فعلى سبيل المثال بعد هجمات داعش الإرهابية في المملكة العربية السعودية والكويت التي استهدفت المساجد الشيعية في عام 2015، اتخذت وزارة الداخلية إجراءات استباقية لزيادة وجود القوات المكلفة بإنفاذ القانون حول المساجد في المجتمعات الشيعية، وكذلك أماكن العبادة لغير المسلمين و تم نشر الدوريات خلال الجلسات الدينية لضمان سلامة المصلين. ـ تبث وزارة الإعلام وتنتج برامج لتعزيز الحرية الدينية والتسامح في البحرين وفي ديسمبر من عام 2015، افتتحت وزارة الإعلام مدونة أخلاقيات الصحافة، التي ترفض أي طائفية أو تطرف أو كراهية في قطاع الصحافة. ـ أصدرت مملكة البحرين عدداً من التشريعات التي يتم تطبيقها في القطاعين العام والخاص، حيث تحظر المادة الـ 39 من قانون العمل في القطاع الأهلي (قانون رقم 36 لسنة 2012)،» التمييز في الأجور على اساس الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة. كما أن المادة 41 (أ) تنص على اعتبار إنهاء خدمة الموظف تعسفية إذا كان القرار مبنياً على جنس أو لون أو دين أو عقيدة أو الحالة الاجتماعية أو المسؤوليات العائلية للموظف.مبادرات مملكة البحرينهذا الالتزام بالحرية والتنوع الديني متأصل في الشخصية البحرينية الوطنية، متجذر في التقاليد الثقافية والدينية، وبهدف محاربة الإيديولوجيات المتطرفة والعنيفة للجماعات الإرهابية التي تسعى لتبرير العنف باسم الدين، فقد أطلق جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عدة مبادرات جديدة لتعزيز نموذج البحرين للحرية والتعددية الدينية.إعلان مملكة البحرينإن إعلان مملكة البحرين الذي تم إصداره في الثالث من يوليو 2017، هو بمثابة وثيقة راسخة تم توقيعها من قبل جلالة الملك للتأكيد على التزام المملكة بالحرية الدينية. وبخصوص العالم العربي، فقد قال جلالته: «نحن في العالم العربي لا نخشى من التعددية الدينية، ولا داعي للخوف منها. بل في الواقع، نحن بحاجة إلى بعضنا البعض، ويجب أن نلتقي مع بعضنا البعض على طريق الاحترام المتبادل والمحبة. ولعلنا سنجد طريق السلام الذي نسعى إليه».مركز الملك حمد العالمي للحوار والتعايش السلميقام جلالة الملك بإعلان إنشاء مركز الملك حمد للحوار والتعايش السلمي رسمياً في مارس 2018 ليكون منصة لترويج مملكة البحرين وإعلانها كنموذج للتعددية الدينية.تدريس السلام والحوار والتفاهم بين الأديانأطلق جلالة الملك حمد كرسي الملك حمد لتدريس الحوار والسلام والتفاهم بين الأديان في جامعة لا سبينزا في روما في نوفمبر 2016.المسؤوليات الإقليميةـ تواجه مملكة البحرين عدة تهديدات خطيرة تستهدف أمنها الوطني، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تواجه المملكة خطر الجماعات الإرهابية المدعومة من جمهورية إيران الإسلامية، وداعش والقاعدة.ولقد كان احترام البحرين المستمر لجميع الأديان والثقافات والأعراق عاملا رئيسيا في التغلب على التحديات طوال تاريخها، ونحن قادرون على مواجهة التحديات التي تعترضنا بفعالية تامة لأننا لا نشارك في أي من الصراعات الدينية. ـ تستمر إيران في عملية زعزعة الاستقرار في البحرين وتسعى من خلالها إلى إثارة الفتنة الطائفية، وتقوم بتوفير الأسلحة والمتفجرات وتدريب الخلايا المدججة بالسلاح التي تنشط في البحرين وفي المقابل تبذل البحرين جهودًا مضنية لحماية الشباب المعرضين للانخراط في التطرف الديني. ـ تقدم إيران وفقاً لتقارير وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2016 حول الإرهاب الأسلحة والتمويل والتدريب للجماعات الشيعية المسلحة في البحرين مما أدى إلى شن هجمات على قوات الأمن، وقد قام الأمن البحريني بتفكيك عدة خلايا إرهابية مرتبطة بـفيلق القدس التابع إلى الحرس الثوري الإيراني التي كانت تخطط للقيام بسلسلة من التفجيرات في جميع أنحاء البلاد. ـ في البحرين العديد من الجماعات الإرهابية المرتبطة بإيران بما في ذلك سرايا الأشتر و سرايا المختار وائتلاف 14 فبراير و سرايا المقاومة الشعبية وغيرها وقد صنفت الولايات المتحدة عنصرين من العناصر القيادية بسرايا الأشتر كإرهابيين عالميين وفرضت عليهم عقوبات. ـ في عام 2015، وجهت البحرين تهما إلى 24 شخصًا بارتكاب جرائم متعلقة بالإرهاب، بما في ذلك إنشاء فرع لداعش في البحرين و تدريب عناصره و تمكينهم من حيازة الأسلحة و المتفجرات بقصد الإطاحة بالحكومة وأدين هؤلاء وحكم عليهم بالسجن لمدد تتراوح بين 15 سنة والسجن المؤبد كما جرد 13 من المتهمين من جنسيتهم. ـ كانت البحرين أول دولة تنضم إلى التحالف الدولي لهزيمة داعش بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2014، لمدة 54 يومًا، وكانت المهمات الجوية الوحيدة لضرب داعش تنطلق إما من مملكة البحرين و من على متن حاملات طائرات تابعة للبحرية الأمريكية في الخليج العربي و تطور هذا الأمر إلى تشكيل التحالف الدولي، و لكن كما قال مسؤول عسكري في البداية: «وقفت مملكة البحرين بمفردها مع الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة لم يكن أحد آخر يرغب في القيام بها في ذلك الحين» ـ لدى البحرين تحالف عميق وطويل الأمد مع الولايات المتحدة وهي حليف رئيسي من خارج الناتو وتستضيف الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية على أراضيها.
مشاركة :