العاهل: البحرين تحترم جميع الأديان وستظل حاضنة لجميع من يعيش على أرضها

  • 10/19/2016
  • 00:00
  • 22
  • 0
  • 0
news-picture

أكد عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أن مملكة البحرين بلد التعايش امتزجت فيها الآراء المدنية والعادات الاجتماعية المختلفة وواكبت التطورات القانونية واحترمت جميع الأديان وهذا هو ما حفظ البحرين من التعصب والتطرف، معرباً عن تقديره ومساندته لهذه الجهود الخيرة التي تؤكد للعالم أن البحرين ستظل حاضنة لجميع من يعيش على أرضها، ويعمل لخيرها وصلاحها، دون أي تفرقة أو تمييز. وأشار إلى المكانة والتاريخ العريق الذي تتميز به مملكة البحرين والقائم على التعايش السلمي ونشر قيم التسامح والاعتدال والانفتاح على مختلف الثقافات والحضارات، وتمسكها بقيم العدل، والمساهمة في ركب الحضارة الإنسانية. جاء ذلك خلال استقبال جلالة الملك، في قصر الصخير أمس الثلثاء (18 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، المساهمين والمشاركين في فعاليات «هذه هي البحرين»، التي ستقام في جمهورية إيطاليا الشهر المقبل، وينظمها اتحاد الجاليات الأجنبية في مملكة البحرين بمشاركة مختلف الجهات الحكومية والمؤسسات الدينية والجمعيات الأهلية في البحرين، وذلك للسلام على جلالة الملك، حيث قدموا إلى جلالته إيجازاً حول هذه الفعاليات، للتعريف بمملكة البحرين وإبراز إنجازاتها ومكانتها الحضارية والإنسانية. وفي بداية الاستقبال، رحب العاهل بالجميع، شاكراً لهم مساعيهم الطيبة، ومشيداً بجهودهم الموفقة في إبراز الوجه الحضاري لمملكة البحرين، والتعريف بمخزونها الثقافي والمعرفي، وأهم منجزاتها التي تحققت بفضل سياسات الانفتاح والتعددية والتعايش والتسامح التي انتهجتها البحرين على مر التاريخ. وقال: «إننا في البحرين فخورون بتنوعنا وتعددنا، وإيماننا الراسخ بأن لكل فرد الحق في التمتع بحياة آمنة وكريمة»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن المملكة ماضية في نهجها للحفاظ على ثوابتها وركائزها القائمة والحفاظ على الحريات واحترام كافة الأديان والثقافات، وتقدير كافة الكفاءات والخبرات، وستبقى البحرين بعون الله موطن الوسطية والاعتدال المنفتح على العالم والفخور دوماً بإرثه وثرائه الحضاري. وخلال اللقاء ألقى سفير جمهورية إيطاليا لدى مملكة البحرين دومينيكو بيلاتو كلمة قال فيها: أود أن أشكر جلالتكم على مكرمتكم السامية الممنوحة لشخصي والإذن لي بالكلام بلغتي الإيطالية الأم بين يدي جلالتكم في هذا اللقاء الكريم المنعقد اليوم وهذا شرف عظيم بالنسبة لي. حضرة صاحب الجلالة: أنتهز هذه الفرصة السانحة للتأكيد على رسالة الصداقة الإيطالية البحرينية التي يتردد صداها طيلة فترة عملي كسفير لبلادي إيطاليا لدى مملكة البحرين وأتطلع مستقبلاً لنرى المزيد من تدريس اللغة الإيطالية في المدارس والجامعات الحكومية في البحرين. وأؤكد لجلالتكم أني لن أدخر جهداً في المزيد من تطوير العلاقات المتميزة بين بلدينا لخدمة المصالح المشتركة بين الشعبين. وهناك الكثير من الفرص المشجعة على الاستثمار في شتى القطاعات الثقافية والاقتصادية، بالإضافة للحوار السياسي والتي أتطلع للعمل لتنفيذها جميعها. نحن في إيطاليا ندرك مدى إصرار وعزيمة جلالتكم على إقامة الحوار بين الأديان وتعزيز التعايش الديني ونقر بأن ذلك قد جعل جلالتكم وبلادكم مملكة البحرين مثالاً رائداً من خلال الاحترام المتبادل المتاح في مجتمع التنوع الثقافي والديني. وفي غضون بضعة أسابيع قلائل سوف تبدأ فعاليات مهرجان «هذه هي البحرين» في العاصمة الإيطالية (روما) بمشاركة وفد بحريني كبير يمثل شتى أطياف المجتمع البحريني، وسوف نسعد باستقبالهم وضمان نجاح المعرض الدولي المصاحب للمهرجان وفقاً لفلسفة جلالتكم الحكيمة لتحقيق الألفة بين الناس من شتى الأديان والثقافات وتعزيز السلام. وسوف يكون مهرجان «هذه هي البحرين» في روما بمثابة العرض البراق ليس فقط لأجواء الحريات الدينية في البحرين بل لإنجازات حكومة جلالتكم من خلال حضور العديد من الوزارات. صاحب الجلالة: إننا ندرك مدى التنمية الاجتماعية والرفاهية الشاملة في مملكة البحرين المتمثلة من خلال الجمعيات الخيرية والأندية والنقابات والتي تعكس مدى حيوية ونشاط المجتمع البحريني. صاحب الجلالة: إنني أتذكر زيارة جلالتكم لقداسة البابا حينما قدمتم لقداسته نموذجاً لكاتدرائية «ليدي أوف أرابيا» والتي سيتم بناؤها على الأرض الممنوحة كهبة من لدن جلالتكم. ونتطلع لتنفيذ هذا المشروع وهو مثال آخر على التسامح والتفاهم. وأود أن أعرب لجلالتكم عن تقديرنا لتأسيس «كرسي لتدريس الحوار والسلام والتفاهم بين الأديان» باسم جلالتكم في جامعة روما. وأنه لمن دواعي غبطتنا أن تكون عاصمتنا قادرة على توفير هذه الوسيلة للتواصل المهم مع الشباب والحيلولة دون وقوعهم في مخالب التطرف والراديكالية وتعزيز القيم التي عرفتم بها جلالتكم وعرفت بها مملكة البحرين. وأؤكد لجلالتكم التزامي الصادق بتعزيز العلاقات الأخوية بين بلدينا وأتطلع لتقاسم تاريخ النسيج الحياتي الثري بين مملكة البحرين وإيطاليا. وألقى جلالة الملك كلمة قال فيها: شكراً سعادة السفير يشرفني أن أكون جزءاً مما تقومون ونقوم به جميعاً في تقريب الجميع معاً وهذا ليس بجديد على البحرين، فقد كانت البحرين كذلك منذ مئات السنين إن لم يكن من آلاف السنين، فأستطيع أن أشبه البحرين بالإسكندرية في قديم الزمان حيث كان الناس يعيشون مع بعضهم البعض متلاحمين بمختلف فلسفاتهم ودياناتهم ومذاهبهم ويحترمون بعضهم البعض مما جعلهم يخلقون مجتمعاً رائعاً ساهم في حماية الإسكندرية من التطرف وكل تصرف لا تقبله الطبيعة البشرية... نحن فخورون بأن نقول ذلك فالبحرين والمواطنون البحرينيون على وجه الخصوص كانوا دائماً يرحبون بالناس الذين يأتون إليهم من مختلف دول العالم للعيش والدراسة... كما سافر البحرينيون أيضاً إلى مختلف دول العالم طلباً للعلم واضعين في عين الاعتبار احترام ثقافاتهم ودياناتهم دون التسبب في خلق عدو واحد لهم حيث كان هدفهم الحصول على المزيد من الأصدقاء وهذه هي طبيعتهم التي تجعلني فخوراً بأن أكون ما أنا عليه الآن. عندما اخترنا لأنفسنا هذا النمط من الحياة العصرية والتقدم والتفكير الإيجابي ساندنا الجميع وتمنوا لنا التوفيق. مرة أخرى أنا فخور وتشرفت بأن أدير هذا الجهد معكم وكلي أمل أن يعمل الكرسي الذي يحمل اسمي على تدريس الشباب من مختلف بقاع العالم هذه القيم وما تفكر به البحرين وما قامت وتقوم به. بالطبع هناك بعض الأشياء التي يقولونها إلا أنني لا أرى من يتحدث عما تقوم به البحرين وكل ما أراه هو ما أعرفه... إلا أن ما أعرفه أيضاً هو أن البحرين تزخر بالقيم العظيمة والاحترام العظيم للديانات والثقافات والحضارات حيثما كانت.. التاريخ الذي قرأته ذكر بأن البحرين هي بلد الأحرار. وما قيل مؤخراً أنه يجب على البحرين منح المزيد من الحرية لم يكن مستساغاً من البحرينيين الذين يتمتعون بالحرية منذ مئات وآلاف السنين ليقال لهم إنكم لستم أحراراً ويجب أن تحصلوا على المزيد من الحرية... إذا نظرنا إلى الأشياء وقمنا بعمل مقارنة أعتقد أننا نتمتع بالحرية أكثر من أي بلد آخر... نحمد الله أن لدينا من التشريعات ما يكفل حقوقنا ومازلنا نتمتع بهذه الحرية في كافة مناحي حياتنا... كما تحدث البعض عن مساوئ الإسلام في حين أن الدين الإسلامي الحنيف في واقع الأمر بريء منها فهو دين السلام. في الحقيقة البعض ربما قصد الفترة التي سبقت الإسلام والتي نسميها بفترة الجاهلية حيث اعتنق بعض الناس الإسلام في تلك الفترة إلا أن الجاهلية كانت لاتزال تعيش في عقولهم وقلوبهم فهذا ليس بالإسلام. وقد كان من الصعب على أيٍّ كان التمييز أو ملاحظة الفرق بين المسلم والجاهلي. بالنسبة لي جميعنا مسلمون بما فيهم أنتم لأننا جميعاً نحب السلام ونحب بعضنا البعض ونحب القيم السامية وهذا ما نحبه جميعاً ولا شيء غير ذلك، فجميعنا نؤمن بإله واحد وهذا هو المهم أما فيما يتعلق بطريقة التعبد فتلك قصة أخرى فإلهنا واحد والمهم هو التفريق بين الجاهلية والإسلام وربما نحتاج إلى أساتذة جامعيين ليخطوا كتباً عن هذه القضية لأن الخط الفاصل دقيق جداً ولا يمكنك رؤيته بوضوح تام... بالنسبة لي أستطيع التمييز ومعرفة هذا الفرق لأنني تربيت كمسلم والمسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده مما يعني أن المسلم يجيد التحدث وكسب الأصدقاء وغير ذلك. عندما نتحدث عن الجامعات والمنح الدراسية والطلبة أتمنى أن نعلمهم ما رأيناه بأنفسنا لأنه من المحزن أن لا يعرفوا ذلك وإذا لم يعرفوا بها فذلك يعني أننا لم ننقلها لهم. في الحقيقة لدي كل الثقة أنكم ستفعلون ما بوسعكم وفي فترة وجيزة فقد كنتم في مختلف أنحاء العالم وحققتم العديد من النجاحات معاً ورغم أنكم تنحدرون من ثقافات مختلفة إلا أنكم جميعاً تشتركون في هدف واحد وهو أن يعم الخير هذا العالم. شكراً سعادة السفير، شكراً السيدة بيتسي وشكراً لكم جميعاً على كل ما قمتم به من أجل البحرين.

مشاركة :