غزة – دفع التوتر المتصاعد بين حركة حماس وإسرائيل المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف إلى زيارة قطاع غزة للمرة الثانية في أقل من أسبوع في مسعى بدا واضحا أن الهدف منه نزع فتيل التوتر الذي يهدد بانفجار شديد بين الجانبين. وتأتي زيارة ميلادينوف، بعد ليلة من التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة راح ضحيته 3 فلسطينيين من كتائب عزالدين القسام، الجناح المسلّح لحركة حماس، خلال قصف المدفعية الإسرائيلية لأبراج مراقبة تابعة لفصائل فلسطينية. ويرى مراقبون أن إصرار كل طرف على رفض الخروج من الباب الصغير أو الظهور في ثوب المنهزم يجعل الوضع محتدما وقابلا للتطور. وكانت مصر قد رعت هدنة بيد أنها لم تصمد لساعات في ظل استمرار التجاوزات الإسرائيلية، وتواصل الحصار الخانق المفروض على القطاع والتي تطالب الفصائل بإنهائه كسبيل وحيد للتوصل إلى تهدئة. وأعلنت كتائب عزالدين القسام في قطاع غزة الخميس حالة من “الاستنفار القصوى” في صفوفها بعد مقتل عناصرها الثلاث. وقالت كتائب القسام في بيان صحافي “ليعلم العدو بأنه سيدفع الثمن غاليا من دمائه جراء هذه الجرائم التي يرتكبها يومياً بحق شعبنا ومجاهدينا”. ودعت في بيانها “جميع الفصائل من خلال الغرفة المشتركة التي نحن جزء منها إلى رفع الجهوزية والاستنفار للدرجة القصوى”. وقتل ثلاثة ناشطين من كتائب القسام الأربعاء في قصف إسرائيلي شرق غزة. وقتل الجمعة الماضي أربعة فلسطينيين بينهم ثلاثة من نشطاء حماس إضافة إلى جندي إسرائيلي، ما استدعى تدخل وسطاء من مصر وقطر والأمم المتحدة لإجراء اتصالات مكثفة بغرض تهدئة الأوضاع في قطاع غزة. ويرى مراقبون أن لا أحد من الطرفين يرغب في الذهاب بعيدا في التصعيد وفي الآن ذاته لا يبدي أي منهما رغبة في تقديم أيّ تنازلات خاصة من جهة إسرائيل التي تصرّ على خنق القطاع اقتصاديا، وهو ما يجعل الفصائل في وضع لا يقبل معه التراجع. ورجّح وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد إردان أن تكون إسرائيل على وشك إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة. ويشهد الشريط الحدودي بين غزة وإسرائيل منذ انطلاق مسيرات العودة في 30 مارس، تصعيدا أدى إلى مقتل 148 فلسطينيا.
مشاركة :