دخل منتخب البرازيل عصر الاستمرارية؛ فقد اعلن اتحاد كرة القدم ان المدرب تيتي، الذي يتولى الاشراف على المنتخب منذ 2016، سيبقى على رأس الجهاز الفني حتى مونديال قطر 2022، على رغم الخروج من ربع نهائي مونديال روسيا امام بلجيكا (1-2). وجاء في بيان الاتحاد انه «تم تجديد العقد مع المدرب تيتي (...) حتى نهائيات كاس العالم 2022 ي قطر»، ليصبح تيتي المدرب البرازيلي الاول يحتفظ بلقبه بعد اخفاق المنتخب في نهائيات كأس العالم، منذ حصل ذلك مع المدرب كلاوديو كوتينيو بعد مونديال الارجنتين 1978. واعلن المدير التنفيذي للاتحاد البرازيلي روجيريو كابوكلو «ان الاتحاد البرازيلي لكرة القدم يستثمر في مشروع طويل الامد، ليضمن للجهاز الفني للمنتخب والعاملين معه الاستمرار ستة اعوام ونصف في مهامهم. ونحن نعتقد ان هذا التخطيط الدقيق سيجلب لكرة القدم البرازيلية النتائج التي نتطلع اليها». ومنذ 2016، تاريخ تعيين تيتي في منصبه بعد اقالة المدير الفني السابق كارلوس دونغا، حتى نهاية عام 2022 الذي نقلت مبارياته الى فصل الشتاء، سيمضي تيتي اكثر من ستة اعوام في منصبه، وهذه حالة نادرة جدا في البرازيل التي تشهد ضغوطا على مدرب منتخبها ولاعبيها النجوم، بمطالبتهم الفوز بالبطولات واضافة نجمة سادسة في المونديال الى رصيد المنتخب. من جهته قال تيتي، 57 عاما، في بيان نشره على موقع الاتحاد البرازيلي «لقد منحنا الاتحاد الشروط اللازمة لبناء بيئة جيدة عبر الوحدة والمهنية. هذا تحد كبير ونحن سعداء لخوضه، وقد بدأنا التركيز بالفعل على مبارياتنا ومسابقاتنا المقبلة».كوبا أميركا في الديار سيتولى تيتي قيادة المنتخب في مباريات ودية عدة، باكورتها امام الولايات المتحدة غي 7 سبتمبر المقبل في ايست راثرفورد (نيوجيرزي)... قبل خوضه التحدي الاول: كوبا اميركا 2019 التي تستضيفها البرازيل. مسابقة تجري في الديار وتأتي في وقت لتنسي عشاق المنتخب البرازيلي الخسارة امام بلجيكا 1-2 في ربع نهائي مونديال روسيا. مباراة شهدت تعليقات على اوجه التقصير في الاداء التكتيكي للبرازيل امام الشياطين الحمر (بلجيكا) الذين لعبوا جيدا معتمدين على الهجمات المرتدة. ورغم كل شيء، يملك تيتي ارقاما في مصلحته. فقد حقق المنتخب تحت قيادته 20 فوزا في 26 مباراة، وانتهت اربع مباريات بالتعادل، وتعرضت البرازيل لخسارتين. كانت لتيتي مهمة صعبة تقوم على إعادة الثقة الى المشجعين البرازيليين الذين تعرضوا لصدمة بعد اذلال منتخب بلادهم امام المانيا 1-7 على ارضه في الدور نصف النهائي لمونديال 2014، ويعود للمدرب الفضل في تحقيق مسيرة مميزة في التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018. فقد قاد تيتي البرازيل ببراعة في التصفيات الاميركية الجنوبية، علما ان السيليساو كان يحتل المركز السادس، اي خارج حسابات التأهل، قبل توليه الاشراف عليه.المسيرة الحلم في النادي تحت قيادة المدرب السابق لكورينثيانز، حقق نيمار ورفاقه الانتصارات وحجزوا بطاقتهم الى نهائيات روسيا قبل ثلاث مراحل على نهاية التصفيات الاميركية الجنوبية. باكورة قراراته الصعبة كانت سحب شارة القيادة من نيمار، لضرروة المصلحة العامة، وبناء على طلب الاخير، الذي كان يرغب في اعفاء نفسه من الضغوط التي كانت تثقل كتفيه. وعمد تيتي بعدها الى جعل شارة القائد متنقلة بين لاعب وآخر في كل مباراة. الاسم الحقيقي لتيتي، ادينور ليوناردو باتشي، وهو من جنوب البرازيل، وصاحب مسيرة متواضعة كلاعب محترف قبل ان تجبره الاصابة على الابتعاد جراء مشاكل في الركبة. واستهل مشواره مدربا مع فرق صغيرة في منطقته، قبل صعوده السلم خطوة خطوة، وصولا الى اصابته المجد مع توليه الاشراف على كورينثيانز. ومع هذا النادي الكبير، فاز تيتي بكل الالقاب، محرزا بطولة البرازيل مرتين (2011 و2015) وخصوصا اللقب القاري في كأس ليبرتادوريس (2012)، وبطولة العالم للاندية، بفوزه على تشلسي الانكليزي 1-صفر في 2012 في اليابان. ويأمل عشاق المنتخب البرازيلي ان تنسحب مسيرة تيتي مدربا مع كورينثيانز على تجربته مع المنتخب، ليتمكن من جلب نجمة ذهبية سادسة الى قميص السيليساو للمرة الاولى منذ 20 عاما تاريخ احراز البرازيل لقبها الخامس بطلة للعالم، بفوزها على المانيا 2-صفر على ملعب يوكوهاما في البايان بهدفين سجلهما المهاجم رونالدو.
مشاركة :