أعادت ميليشات جماعة الحوثيين في اليمن باعتدائها على ناقلتي نفط سعوديتين في مضيق «باب المندب» أول من أمس، إلى الأذهان حوادث الاعتداء على ناقلات النفط في المياه الدولية، خصوصاً في مضيقي «باب المندب» و «هرمز» اللذين يعدان من أهم الممرات المائية في العالم، نتيجة مرور أكبر إنتاج نفطي عبرهما يومياً. ويمّر نحو 4.8 مليون برميل نفط خام يومياً عبر «باب المندب» إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا، وفقاً لإحصاءات إدارة معلومات الطاقة الأميركية عام 2016. وأدى حادث الاعتداء على ناقلتي النفط التابعتان إلى «الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري» (البحري) والمحملة نحو مليوني برميل من النفط الخام، إلى اتخاذ السعودية التي تعد أكبر مصدر للنفط في العالم، قراراً فورياً بتعليق كل شحنات النفط التي تمر عبر «باب المندب» موقتاً، في خطوة تعقبها إجراءات سعودية لضمان أمن الملاحة البحرية. ويثير مثل هذا الاعتداء مخاوف من حدوث كارثة بيئية في البحر الأحمر، إذ حذر التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن من خطر حدوث تلوث في المياه الدولية قد ينتج من مثل هذه الاعتداءات. ولا تُقتصر المخاوف على البيئة فقط، فحرية الملاحة البحرية وحرية التجارة العالمية مهددتان أيضاً، في ظل وجود الميليشيات في اليمن، وسيطرتها على أراض وموانئ، إذ أبدت كثير من دول المنطقة مخاوفها من تهديد الملاحة والتجارة عبر البحر الأحمر. ولم يكن اعتداء الأربعاء الأول الذي تتعرض له ناقلات نفط في المنطقة، ففي نيسان (أبريل) الماضي تعرضت ناقلة نفط سعودية لهجوم في المياه الدولية قبالة ميناء الحديدة الخاضع إلى سيطرة الحوثيين. وفي 30 كانون الثاني (يناير) 2017، أعلنت قيادة التحالف العربي تعرض فرقاطة سعودية خلال تنفيذها دورية مراقبة، إلى «هجوم إرهابي» من قبل ثلاثة زوارق تابعة للحوثيين غرب ميناء الحديدة. وفي أيار (مايو) 2017، تعرضت السفينة «أم. تي موسكي» التي ترفع علم جزر مارشال إلى قذيفة صاروخية جنوب مضيق «باب المندب». وأعلنت القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي حينها أن الاعتداء مرتبط بالاضطراب المستمر في الملاحة البحرية قبالة السواحل اليمنية. وفي 20 مايو 2018، تعرضت سفينة تركية محملة قمحاً إلى هجوم صاروخي شنته الميليشيات قبالة ميناء الحديدة. و «باب المندب» ليس المضيق الوحيد الذي تتعرض فيه ناقلات النفط والتجارة الدولية للخطر، فمضيق «هرمز» الذي يعد من أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن، شهد أيضاً العديد من الحوادث المماثلة. وأفاد «المكتب البحري الدولي» في أذار (مارس) 2014 بتعرض ناقلة نفط لإطلاق نار من قارب سريع، لكنهم لاذوا بالفرار بعدما أطلقت الناقلة صفارات الإنذار وخراطيم المياه. وفي العام 2010، فجر انتحاري نفسه في ناقلة النفط اليابانية «أم ستار»، وأعلن تنظيم «القاعدة» مسؤوليته عن العملية.
مشاركة :