الخرطوم/ بهرام عبد المنعم/ الأناضول نفى وزير الدولة بالرئاسة السودانية، ورئيس مكتب سلام دارفور، مجدي خلف الله، أن يكون هناك وجود عسكري فعلي للحركات المسلحة في دارفور غربي السودان. وكشف خلف الله، في مقابلة مع الأناضول، عن مشاورات مع بعض الدول الصديقة، لإلحاق الحركات المسلحة بوثيقة الدوحة في القريب العاجل. وأضاف "الحكومة الألمانية، بالتعاون مع وزارة الخارحية الأمريكية، ورئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في دارفور غربي السودان (يوناميد)، جيرمايا مامابولو، تسعى لإلحاق الحركات المسلحة بالعملية السلمية في دارفور". وتابع، "عقدنا جلسة مشاورات في العاصمة الألمانية برلين مؤخرًا، لإلحاق الحركات المسلحة بوثيقة الدوحة، ولكنها تعثرت رغم المجهودات المبذولة من قبل الأطراف والأصدقاء للطرفين". وزاد رئيس مكتب سلام دارفور (تابع للرئاسة السودانية) "الحركات طالبت بآليات جديدة غير المضمنة في وثيقة الدوحة، لكن ذلك لا يستقيم عدلًا من وجهة نظرنا، خاصة وأن حركات مسلحة كثيرة وقعت على الوثيقة، وآليات التنفيذ ما زالت موجودة". وانفضت جولة تشاورية برعاية الحكومة الألمانية في العاصمة برلين، يومي 16 و17 أبريل/نيسان الماضي، بين الحكومة السودانية، وحركتي "العدل والمساواة" و"تحرير السودان/ جناح أركو مناوي"، دون التوصل إلى تفاهمات مشتركة تنقلها إلى طاولة التفاوض. واتهمت الحكومة السودانية الحركتين المذكورتين بـ"إفشال" محادثات برلين، معتبرة أنهما "غير مستعدين للسلام بكل استحقاقاته". ووضعت الحركتان في محادثات برلين، شرطين، أولهما أن يكون بمقدورهما طرح كل القضايا التي تريان أنها محورية لتحقيق سلام عادل وشامل وقابل للاستدامة في دارفور والسودان على طاولة المفاوضات للتفاوض حولها والوصول إلى اتفاق بشأنها. والشرط الثاني، إنشاء آليات جديدة ومستقلة عن الآليات القائمة لتنفيذ الاتفاق الذي ينتج عن هذه المفاوضات، ما يعني الخروج على اتفاقية الدوحة. ويشهد دارفور نزاعًا مسلحًا بين الجيش السوداني ومتمردين منذ 2003، خلَّف نحو 300 ألف قتيل وشرد قرابة 2.7 مليون شخص، وفقًا لإحصاءات الأمم المتحدة. **أساس التفاوض ورفضت حركات التمرد الرئيسية في دارفور، الانضمام إلى اتفاق رعته قطر في 14 يوليو/تموز 2011، بحجة أنه غير عادل، بينما وقعت عليه الحكومة وحركة "التحرير والعدالة"، بزعامى التجاني سيسي. وشدد خلف الله، على أن "وثيقة الدوحة ستكون أساسًا للتفاوض"، معتبرا أن "كل المجتمع الدولي والوسطاء والأصدقاء يؤيدون الوثيقة". وأضاف، "3 حركات مسلحة، رفضت التفاوض حول وثيقة الدوحة، وهي حركة تحرير السودان بقيادة أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة برئاسة جبريل إبراهيم، وحركة تحرير السودان/جناح عبد الواحد نور". وتابع، "حركة عبد الواحد نور، لم تكن ضمن الحركات التي وقعت على خارطة الطريق، وبالتالي ليس هناك اجتهاد لإلحاقها بوثيقة الدوحة". وفي 2016، وقّع قادة قوى تحالف "نداء السودان"، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، على خارطة الطريق للسلام، التي دفعت بها وساطة إفريقية رفيعة المستوى، بيد أن التفاوض على الخارطة انهار بين الحكومة والتحالف، في أغسطس/ آب من العام نفسه. ويضم التحالف أحزاب سياسية أبرزها؛ الأمة القومي، والمؤتمر السوداني، إلى جانب فصائل مسلحة هي "الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، والعدل والمساواة" برئاسة جبريل إبراهيم، و"تحرير السودان/ جناح أركو مناوي"، و"تحرير السودان/ عبدالواحد نور". **إعمار دارفور وفيما يتعلق بإعادة إعمار دافور، أكد خلف الله أن "الدوحة أوفت بالتزاماتها المالية لإعمار دارفور عبر صندوق قطر للتنمية لتنفيذ مشروعات التنمية خلال مؤتمر المانحين في 2013". وقطر الدولة الوحيدة التي أوفت بتعهداتها في مؤتمر المانحين الذي عقد في الدوحة عام 2013، وقضى بجمع مبلغ 4.5 مليار دولار لإعمار إقليم دارفور. وقال خلف الله، إن "وثيقة الدوحة تم تنفيذها بنسبة 85 في المائة، والدليل على ذلك استقرار ولايات دارفور أمنيًا، ونجاح عملية جمع السلاح". وأضاف "أنجزنا حاليًا أكثر من 60 في المائة من استراتيجية تنمية دارفور، وصندوق قطر للتنمية (حكومي) أنجز 5 قرى نموذجية، ووضع حجر الأساس لتشييد 10 قرى نموذجية في دارفور". وتابع "مشروعات التنمية دلالة على أن السلام سيستمر، ولن يتوقف برفض الممانعين (الحركات المسلحة)، لعدم وجودهم العسكري على الأرض لتعطيل العملية التنموية في ولايات دارفور". وزاد، "استراتيجية تنمية دارفور، خططت لإنجاز ألف و71 مشروعا تنمويا، وأنجزت أكثر من 60 في المائة من تلك المشاريع الجاذبة للعودة الطوعية (للنازحين)، وتحقيق المصالحات والعدالة في دارفور". ومضى قائلًا، "نتطلع لالتزام المانحين والشركاء الدوليين بالتزاماتهم خلال مؤتمر المانحين بالدوحة أسوة بالتزام دولة قطر". **تمديد وقف إطلاق النار واعتبر خلف الله، تمديد الرئيس السوداني عمر البشير لوقف إطلاق النار، في إقليم دارفور، وولايتي جنوب كردفان (جنوب)، والنيل الأزرق (جنوب شرق)، بمثابة ترغيب للحركات المسلحة للالتحاق بعملية السلام. وأضاف "الرئيس البشير أعلن تمديد وقف إطلاق النار، رغم أن الحركات المسلحة في دارفور ليس لديها قوة عسكرية، وقواتها موجودة بين جنوب السودان وليبيا". وأصدر البشير، في 12 يوليو/ تموز الجاري، قرارًا جمهوريًا بتمديد وقف إطلاق النار بكافة مناطق الصراع (إقليم دارفور وولايتي جنوب كردوفان والنيل الأزرق)، حتى نهاية 2018. وفي 18 يونيو/حزيران 2016 أعلن الرئيس السوداني، وقف إطلاق النار في مناطق الصراع الثلاثة لمدة 4 أشهر، لإتاحة الفرصة للحركات المتمردة للحاق بالحوار الوطني، وتم تمديد القرار بعد ذلك عدة مرات. واعتبر خلف الله أن "قرارات البشير (بتمديد وقف إطلاق النار) دلالة على أننا نسعى للسلام، وإبداء حسن النية والتواصل مع تلك الحركات المسلحة للوصول إلى سلام دائم في دارفور، وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بشكل عام". ودعا الحركات المسلحة إلى "استغلال قرارات البشير بشكل جيد للالتحاق بالسلام في دارفور أو جنوب كردفان والنيل الأزرق". ومنذ 2003، تقاتل 3 حركات مسلحة رئيسية في دارفور ضد الحكومة السودانية، هي "العدل والمساواة" بزعامة جبريل إبراهيم، و"جيش تحرير السودان" بزعامة أركو (مني) مناوي، و"تحرير السودان"، التي يقودها عبد الواحد نور. كما تقاتل "الحركة الشعبية لتحرير السودان/ قطاع الشمال"، قوات الحكومة السودانية، منذ يونيو 2011، في ولايتي جنوب كردفان، والنيل الأزرق. وتتشكل الحركة الشعبية/ قطاع الشمال، من مقاتلين (معظمهم شماليين) انحازوا للجنوب في حربه ضد الشمال (1955-1972/ 1983-2005)، قبل أن تُطوى باتفاق سلام أُبرم في 2005، ومهّد لانفصال جنوب السودان في 2011، بموجب استفتاء شعبي، لكن مقاتلي الحركة الشعبية في الشمال (السودان بحدوده الحالية) واصلوا تمردهم بعد انفصال الجنوب. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :