قبل الشروع فى الكتابة عن هذا العطار وفور رؤيته طل من رأسى هذا المثل فتذكرته وهو «لولا علبة مكى لكان حالنا يبكى»، و«مكى» هذا كان من أعلام العطارة وكانت وصفاته السحرية تزيل الكثير من الأمراض، بل تبيض الوجوه وتعطر الأبدان لذا ضُرب به المثل السابق.. لنعود الآن إلى «محمد العطار».يجلس فوق «التروسيكل» الخاص به وكأنه «ملك» زمانه، من يراه من بعيد يظن أنه قائد سوق الخميس، أو أحد الأفراد المتحكمين فى سير عملية البيع والشراء، محمد عمر، بائع التوابل ومواد العطارة، البالغ من العمر ٣٢ عاما، والذى ألقى هموم الحياة خلف ظهره وقرر عدم الاستسلام للظروف رغم صعوبتها.تحول حاله فجأة من عامل يومية بـ«مزرعة دواجن» إلى صاحب عمل خاص رغم عدم خبرته بالتجارة، غير «محمد» نشاطه إلى تجارة التوابل الخاصة بالطعام، ولكن خانه الحظ منذ الشهر الأول حيث توفى «الحصان» شريكه فى الرحلة، ورغم عدم تسديده لديون البضاعة، قرر الاستدانة مرة أخرى لشراء «تروسيكل» يعينه علي حمل التوابل وبيعها فى الأسواق.وعن حاله، يقول بائع التوابل المديون: «خوفت علي مستقبل ولادى الأربعة بعد ما مشيت من المفرخة وكان لازم أتصرف، واخترت التوابل والعطارة لأن صعب تبوظ بسرعة ومفيش حاجة منها بتترمى، صحيح استلفت فلوس عشان أشترى البضاعة وتعلمت سر الخلطات وحسيت إن الدنيا بدأت تتزبط معايا لما بعت واشتريت فى أول شهر لكن فجأة الحصان مات وتاهت منى السكة».ويختتم محمد: «غصب عنى استلفت تانى ووصلت الديون لـ٤٠ ألف جنيه عشان أشترى تروسيكل وأبيع البضاعة اللى عندى بعد ما لميت بواقى زبالة كام يوم عشان أقدر أجيب أكل لعيالى، أوعى يغرك المنظر والبضاعة اللى ببيعها، ناس كتير بتتخدع فيا ميعرفوش إن كل اللى بتمناه من الدنيا إنى أبيع البضاعة وأسدد الديون اللى عليا وأطلع رحلة حج بعد ما أربى العيال».
مشاركة :